فكان الزائرون الواردون فى؟ صدر الإسلام يقفون فى ذلك المكان وهذا على قول أمام باب الحجرة المعطرة.
وسأل هارون بن موسى الهارونى جده علقمة قائلا:«من أين كان يزار قبر الرسول قبل أن تلحق دور النبى صلى الله عليه وسلم بمسجد الرسول؟» فأخذ الرد الآتى: «قد سد باب الحجرة المعطرة قبل وفاة السيدة عائشة-رضى الله عنها-فكان يزار القبر من أمام باب حجرة السيدة عائشة «وهذا منقول عن هارون، والواضح من الحديث ألا يعينوا لزيارة قبر الرسول وقتا خاصا كأوقات الأعياد، وكان اليهود والنصارى يجتمعون لزيارة قبور الأنبياء ويمضون أوقاتهم فى اللهو والطرب بجانب القبور. أو «عدم اللهو واللعب عند زيارة القبور وعقد مجالس الطرب والزينة»،ويجب أن يؤول بأن الذين عزموا على زيارة قبر الرسول يجب عليهم أن يسلموا على النبى صلى الله عليه وسلم ويدعون له ثم يمضون بلا توقف وإن هذا التأويل أبلغ من توجيه الحافظ المنذرى وأحسن وهذا التأويل يعد أقوى الأقاويل من جهة التعظيم للرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هنا يجب على الزوار المسلمين أن يعرفوا أن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات والمستحبات المؤكدة، وأن يكثروا من شد الرحال لزيارته مرة بعد أخرى وبما أن العيد مرة واحدة فى السنة فلا يحصروا زيارة قبر الرسول لمرة واحدة فى العمر، بل عليهم أن يزوروه كلما استطاعوا ذلك وأن يعودوا دون أن يتوقفوا كثيرا فى حضور قبر الرسول عليه السلام.
قال أبو حنيفة لما كانت زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم من أفضل المندوبات وأكثر المستحبات تأكيدا فالزيارة قريبة من الوجوب.
فالذين ينذرون بزيارة قبر الرسول يلزم عليهم الوفاء بنذورهم بناء على رأى الأئمة الشافعيين، وأما الذين ينذرون بزيارة القبور الأخرى فبناء على رأى بعضهم يجب الوفاء بنذورهم بالزيارة بينما الآخرون يرون عدم الوفاء بنذورهم ولكن القول الأول مرجح على القول الثانى (١).
(١) راجع فى المسألة: إعلام الساجد .. للزركش ص ٢٦٧ وما بعدها.