للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بجنب رسول الله، فَبَكَى عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟ قَالَ وَاللَّهِ مَا أَبْكِي إِلَّا أَكُونُ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَهُمَا يَعِيشَانِ فِي الدُّنيا فِيمَا يَعِيشَانِ فِيهِ؟ وَأَنْتَ يَا رَسُولُ اللَّهِ فِي الْمَكَانِ الَّذِي أرى، فقال رسول الله: أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنيا وَلَنَا الْآخِرَةُ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ، فإنَّه كَذَلِكَ (١) * وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ مسعود قال: اضطجع رسول الله عَلَى حَصِيرٍ، فأثَّر الْحَصِيرُ بِجِلْدِهِ، فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ وأقول بأبي أنت وأمي أَلَا آذَنْتَنَا فَنَبْسُطَ لَكَ شَيْئًا يَقِيكَ مِنْهُ تنام عليه؟ فقال: مالي وللدُّنيا، ما أنا والدُّنيا [إنما أنا والدنيا] (٢) كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا * وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَكِيمٍ عن أبي داود الطيالسي به.

وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحمن الْكِنْدِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ كِلَاهُمَا عَنِ الْمَسْعُودِيِّ بِهِ.

وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ * وَقَدْ رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَأَبُو سَعِيدٍ وَعَفَّانُ قَالُوا: ثَنَا ثَابِتٌ، ثَنَا هِلَالٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشًا، أَوْثَرَ مِنْ هَذَا، فَقَالَ: مالي وَلِلدُّنْيَا مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا (٣) * تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ * وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيُّ: مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (٤) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: لَوْ أَنَّ لِي مِثْلَ أَحَدٍ ذَهَبًا مَا سرَّني أَنْ تَأْتِيَ عَلِيَّ ثَلَاثُ لَيَالٍ وعندي منه شئ، إلا شئ أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ * وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا (٥) * فأمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ من حديث يزيد بن سنان، عن ابن الْمُبَارَكِ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ

الْمَسَاكِينِ، فإنَّه حَدِيثٌ ضَعِيفٌ لَا يَثْبُتُ مِنْ جِهَةِ إِسْنَادِهِ لِأَنَّ فِيهِ يَزِيدَ بْنَ سِنَانٍ أَبَا فَرْوَةَ الرَّهاويّ وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا.

وَاللَّهُ أَعْلَمُ * وَقَدْ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ وَاصِلٍ الْكُوفِيُّ: ثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَابِدُ الْكُوفِيُّ، حدَّثنا الْحَارِثُ بْنُ النُّعمان اللَّيثي، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي في زمرة المساكين يوم القيامة،


(١) أخرجه أحمد في مسنده ج ٣ / ١٤٠.
(٢) من ابن ماجه حديث (٤١٠٩) ، وفي الاصل إلا كراكب.
والحديث أخرجه الترمذي في الزهد رقم (٢٣٧٧) .
(٣) أخرجه أحمد في مسنده ج ١ / ٤٤١.
(٤) من البخاري فتح الباري ١١ / ٢٦٤، وفي الاصل عبد الله تحريف.
(٥) أخرجه البخاري في الرقاق فتح الباري ١١ / ٢٨٣ ومسلم في الزهد (ح: ١٨) صفحة (٢٢٨١) وفي الزكاة: ص (٧٣٠) .
وأخرجه الترمذي، وابن ماجه في الزهد.
وأحمد في المسند ٢ / ٢٣٢، ٤٤٦.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>