للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن عروة عن عائشة: أن أبا بكر دخل على عائشة وهي تغربل حنطة فقال ما هذا؟ أمركم رسول الله بالجهاز؟ قالت: نعم فتجهز قال: وإلى أين؟ قالت: ما سمى لنا شيئا غير أنه قد أمرنا بالجهاز. قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله أعلم الناس أنه سائر إلى مكة وأمر بالجد والتهيؤ وقال " اللهم خذ العيون والاخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها " فتجهز الناس فقال حسان يحرض الناس ويذكر مصاب خزاعة:

عناني ولم أشهد ببطحاء مكة … رجال بني كعب تحز رقابها (١)

بأيدي رجال لم يسلوا سيوفهم … وقتلى كثير لم تجن ثيابها

ألا ليت شعري هل تنالن نصرتي … سهيل بن عمرو حرها وعقابها

وصفوان عودا حز من شفر استه (٢) … فهذا أوان الحرب شد عصابها

فلا تأمننا يا بن أم مجالد … إذا احتلبت صرفا وأعصل نابها (٣)

ولا تجزعوا منها فإن سيوفنا … لها وقعة بالموت يفتح بابها

قصة حاطب بن أبي بلتعة (٤)

قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر، عن عروة بن الزبير، وغيره من علمائنا قالوا: لما أجمع رسول الله المسير إلى مكة كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله من الامر في السير إليهم، ثم أعطاه امرأة، زعم محمد بن جعفر أنها من مزينة، وزعم لي غيره أنها سارة، مولاة لبعض بني عبد المطلب، وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا، فجعلته في رأسها، ثم فتلت عليه قرونها، ثم خرجت به، وأتى رسول الله


(١) صدره في الديوان: غبنا فلم نشهد ببطحاء مكة .. رعاة الخ.
(٢) في ابن هشام: وصفوان عودٌ حَنَّ.
(٣) عجزه في الديوان: إذا لقحت حرب وأعصل نابها. وابن أم مجالد هو عكرمة بن أبي جهل.
(٤) حاطب بن أبي بلتعة من ولد لخم بن عدي يكنى أبا عبد الله وقيل يكنى أبا محمد واسم أبي بلتعة عمرو بن راشد بن معاذ اللخمي حليف قريش قاله ابن عبد البر في الاستيعاب وقيل إنه من مذحج وقيل هو حليف للزبير بن العوام ويقال كان عبدا لعبيد الله بن حميد بن زهير بن الحرث بن أسد بن عبد العزى بن قصي فكاتبه وأدى كتابته يوم الفتح.
بعثه رسول الله صلى الله سنة ست بكتاب إلى المقوقس صاحب الإسكندرية. شهد بدرا والحديبية ومات سنة ثلاثين بالمدينة وهو ابن خمس وستين سنة وصلى عليه عثمان بن عفان. (انظر ترجمته في طبقات ابن سعد ٣/ ١١٤ - المستدرك - ٣/ ٣٠٠ الإصابة ١/ ٣٠٠ شذرات الذهب ١/ ٣٧ مجمع الزوائد ٩/ ٣٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>