للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي قَفَاهُ حَتَّى أَخْرَجَهُ.

وَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي خُدْرَةَ (١) إِلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو - وَكَانَ ذَا جُمَّةٍ - فَأَخَذَ بِجُمَّتِهِ فَسَحَبَهُ بِهَا سَحْبًا عَنِيفًا عَلَى مَا مرَّ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ حَتَّى أَخْرَجَهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ الْمُنَافِقُ: قَدْ أَغْلَظْتَ يَا أَبَا (٢) الْحَارِثِ، فَقَالَ: إِنَّكَ أَهْلٌ لِذَلِكَ أَيْ عدوَّ اللَّهِ لِمَا أُنْزِلَ فِيكَ، فَلَا تَقْرَبَنَّ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّكَ نَجَسٌ، وَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ إِلَى أَخِيهِ زُوَيِّ بْنِ الْحَارِثِ فَأَخْرَجَهُ إِخْرَاجًا عَنِيفًا وَأَفَّفَ مِنْهُ وَقَالَ: غَلَبَ عَلَيْكَ الشَّيْطَانُ وَأَمْرُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ مَا نَزَلَ فِيهِمْ من الآيات من سورة البقرة، وَمِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ، وَتَكَلَّمَ عَلَى تَفْسِيرِ ذَلِكَ فأجاد وأفاد رحمه الله (٣) .

أول المغازي وهي غزوة الأبواء أبو غزوة ودان وَهُوَ بَعْثُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوْ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ كَمَا سَيَأْتِي فِي الْمَغَازِي.

قَالَ الْبُخَارِيُّ " كِتَابُ الْمَغَازِي " (٤) .

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: أَوَّلُ مَا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَبْوَاءُ.

ثُمَّ بُوَاطُ، ثُمَّ الْعُشَيْرَةُ.

ثُمَّ رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّهُ سُئِلَ كَمْ غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ شَهِدَ مِنْهَا سَبْعَ عَشْرَةَ أَوَّلُهُنَّ الْعُسَيْرَةُ - أَوِ الْعُشَيْرَةُ -.

وَسَيَأْتِي الْحَدِيثُ بِإِسْنَادِهِ وَلَفْظِهِ وَالْكَلَامُ عَلَيْهِ عِنْدَ غَزْوَةِ الْعُشَيْرَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَبِهِ الثِّقَةُ.

وَفِي صحيح البخاري عن بريدة قَالَ: غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً وَلِمُسْلِمٍ عَنْهُ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم غَزَا تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَقَاتَلَ فِي ثماني منهن.

قال الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ

عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا سَبْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً وَقَاتَلَ فِي ثَمَانٍ، يَوْمَ بَدْرٍ، وأُحد، وَالْأَحْزَابِ، وَالْمُرَيْسِيعِ، وَقُدَيْدٍ، وَخَيْبَرَ، وَمَكَّةَ، وَحُنَيْنٍ.

وَبَعَثَ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ سَرِيَّةً وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ التَّنُوخِيُّ ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنِي النُّعْمَانُ عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا ثمانية عشر غَزْوَةً، قَاتَلَ فِي ثَمَانِ غَزَوَاتٍ، أَوَّلُهُنَّ بَدْرٌ، ثُمَّ أُحُدٌ، ثُمَّ الْأَحْزَابُ، ثُمَّ قُرَيْظَةُ، ثُمَّ بِئْرُ مَعُونَةَ ثُمَّ غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ، ثُمَّ غَزْوَةُ خَيْبَرَ، ثُمَّ غَزْوَةُ مَكَّةَ، ثُمَّ حُنَيْنٌ وَالطَّائِفُ (٥) قَوْلُهُ بِئْرُ مَعُونَةَ بَعْدَ قُرَيْظَةَ فِيهِ نَظَرٌ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا بَعْدَ أُحُدٍ كَمَا سَيَأْتِي.

قَالَ يَعْقُوبُ حدَّثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرْنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَسَمِعْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى يَقُولُ أَرْبَعًا


(١) ذكر ابن هشام في السيرة اسم الرجل: عبد الله بن الحارث من بني الخزرج.
(٢) في ابن هشام: يا بن الحارث.
(٣) راجع سيرة ابن هشام ج ٢ / ١٧٧ وما بعدها.
(٤) في البخاري: كتاب المغازي - باب غزوة العشيرة أو العسيرة ج ٥ / ١٧٦.
(٥) الغزوات المذكورة تسع لا ثماني.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>