للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السفر، كنت أول قادم على رسول الله فجئته وهو يصلي في بيته فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال " أعوف بن مالك؟ " فقلت: نعم بأبي أنت وأمي فقال " صاحب الجزور؟ " ولم يزدني على ذلك شيئا. هكذا رواه محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن عوف بن مالك وهو منقطع بل معضل. قال الحافظ البيهقي: وقد رواه ابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط عن مالك بن زهدم (١) أظنه عن عوف بن مالك فذكر نحوه إلا أنه قال: فعرضته على عمر فسألني عنه، فأخبرته فقال: قد تعجلت أجرك ولم يأكله. ثم حكى عن أبي عبيدة مثله ولم يذكر فيه أبا بكر وتمامه كنحو ما تقدم. وقال الحافظ البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أبو سعيد بن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا علي بن عاصم، ثنا خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي: سمعت عمرو بن العاص يقول: بعثني رسول الله على جيش ذات السلاسل وفي القوم أبو بكر وعمر، فحدثت نفسي أنه لم يبعثني على أبي بكر وعمر إلا لمنزلة لي عنده، قال: فأتيته حتى قعدت بين يديه فقلت: يا رسول الله من أحب الناس إليك قال " عائشة؟ " قلت: إني لست أسألك عن أهلك قال " فأبوها " قلت: ثم من؟ قال " عمر " قلت: ثم من؟ حتى عدد رهطا قال: قلت في نفسي لا أعود أسأل عن هذا (٢)، وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من طريق خالد بن مهران الحذاء عن أبي عثمان النهدي، واسمه عبد الرحمن ابن مل، حدثني عمرو بن العاص أن رسول الله بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال " عائشة " قلت فمن الرجال؟ قال " أبو ها " قلت ثم من؟ قال " ثم عمر بن الخطاب " فعدد رجالا (٣). وهذا لفظ البخاري وفي رواية قال عمرو. فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم ".

[سرية أبي عبيدة إلى سيف البحر]

قال الامام مالك عن وهب بن كيسان عن جابر قال: بعث رسول الله بعثا قبل الساحل وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة قال جابر: وأنا فيهم، فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد فأتوا أبا عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع كله فكان مزودي تمر، فكان يفوتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فني ولم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة، قال: فقلت: وما تغني تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت. قال: ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظرب، قال:


(١) في الدلائل: هدم انظر الخبر ج ٤/ ٤٠٤ في باب ما جاء في الجزور التي نحرت في غزوة ذات السلاسل.
(٢) دلائل النبوة ج ٤/ ٤٠١.
(٣) أخرجه البخاري في المناقب باب فضائل أبي بكر، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أبي بكر الحديث (٨) ص (١٨٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>