للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واسط، روى له أحمد حديثا وله عند غيره آخر، قالوا: وهو قاتل عمار بن ياسر، وكان يذكر صفة قتله لعمار لا يتحاشى من ذلك، وسنذكر ترجمته عند قتله لعمار أيام معاوية في وقعة صفين، وأخطأ من قال: كان بدريا

وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، ثنا العوام، حدثني [أسود] ابن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنزي قال: بينا أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار، يقول كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما لصاحبه نفسا فإني سمعت النبي يقول: تقتله الفئة الباغية، فقال معاوية: ألا نح عنا مجنونك يا عمرو، فما بالك معنا، قال: إن أبي شكاني إلى رسول الله فقال: أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه، فأنا معكم ولست أقاتل (١)

وقال الإمام أحمد: ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن الحرث بن نوفل، قال: إني لأسير مع معاوية منصرفه من صفين، بينه وبين عمرو بن العاص، فقال عبد الله بن عمرو يا أبة، أما سمعت رسول الله يقول لعمار: ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية؟ قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية: لا يزال يأتينا بهنة (٣)، أو نحن قتلناه؟ إنما قتلة من جاءوا به

ثم رواه أحمد عن أبي نعيم عن الثوري عن الأعمش عن عبد الرحمن بن أبي زياد فذكر مثله. فقول معاوية: إنما قتله من قدمه إلى سيوفنا، تأويل بعيد جدا، إذ لو كان كذلك لكان أمير الجيش هو القاتل للذين يقتلون في سبيل الله، حيث قدمهم إلى سيوف الأعداء

وقال عبد الرزاق أنا ابن عيينة، أخبرني عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: أما علمت أنا كنا نقرأ (وجاهدوا في الله حق جهاده) [الحج: ٧٨] في آخر الزمام، كما جاهدتم في أوله؟ فقال عبد الرحمن: ومتى ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا كان بنو أمية الامراء وبنو المغيرة الوزراء (٤)

ذكره البيهقي ههنا، وكأنه يستشهد به على ما عقد له الباب بعده من ذكر الحكمين وما كان من أمرهما، فقال:

[باب ما جاء في] (٥) إخباره عن الحكمين اللذين بعثا في زمن علي

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا إسماعيل بن الفضل، ثنا


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٢/ ١٦٤، ٢٠٦ - ٣/ ٢٢ - ٤/ ١٩٧، ١٩٩
(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده ٢/ ١٦١.
(٣) في نسخ البداية المطبوعة: نهية. تحريف.
(٤) رواه البيهقي في الدلائل ج ٦/ ٤٢٢.
(٥) من دلائل البيهقي. ٦/ ٤٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>