للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأتى ربه فقال يا رب عبدك موسى فقأ عيني ولولا كرامته عليك لعتبت عليه. وقال يونس لشققت عليه. قال له: اذهب إلى عبدي. فقل له: فليضع يده على جلد (أو) مسك ثور فله بكل شعرة وارت يده سنة، فأتاه فقال له فقال ما بعد هذا قال الموت قال فالآن قال فشمه شمة فقبض روحه. قال يونس فرد الله عليه عينه وكان يأتي الناس خفية … وكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب عن مصعب بن المقدام عن حماد بن سلمة به فرفعه أيضا (١).

[ذكر] (٢) نبوة يوشع وقيامه بأعباء بني إسرائيل بعد موسى وهارون [] (٢)

هو يوشع بن نون بن أفرائيم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل وأهل الكتاب يقولون يوشع ابن عم هود.

وقد ذكره الله تعالى في القرآن غير مصرح باسمه في قصة الخضر كما تقدم من قوله (وإذ قال موسى لفتاه) [الكهف: ٦٠] … فلما جاوزا قال لفتاه) [الكهف: ٦٢] وقدمنا ما ثبت في الصحيح من رواية أبي بن كعب عن النبي من أنه يوشع بن نون وهو متفق على نبوته عند أهل الكتاب فان طائفة منهم وهم السامرة لا يقرون بنبوة أحد بعد موسى إلا يوشع بن نون لأنه مصرح به في التوراة ويكفرون بما وراءه وهو الحق [مصدقا لما معهم] (٤) من ربهم فعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.

وأما ما حكاه ابن جرير وغيره من المفسرين عن محمد بن إسحاق من أن النبوة حولت (٣) من موسى إلى يوشع في آخر عمر موسى فكان موسى يلقى يوشع فيسأله ما أحدث الله [إليه] (٤) من الأوامر والنواهي حتى قال له يا كليم الله إني كنت لا أسألك عما يوحي الله إليك حتى تخبرني أنت ابتداء من تلقاء نفسك فعند ذلك كره موسى الحياة وأحب الموت، ففي هذا نظر لان موسى لم يزل الامر والوحي والتشريع والكلام من الله إليه من جميع أحواله حتى توفاه الله ﷿ ولم يزل معززا مكرما مدللا وجيها عند الله كما قدمنا في الصحيح من قصة فقئه عين ملك الموت، ثم بعثه الله إليه ان كان يريد الحياة فليضع يده على جلد ثور، فله بكل شعرة وارت يده سنة يعيشها، قال: ثم ماذا؟ قال: الموت. قال: فالآن يا رب وسأل الله أن يدنيه إلى بيت المقدس رمية بحجر. وقد أجيب إلى ذلك صلوات الله وسلامه عليه فهذا الذي ذكره محمد بن إسحاق إن كان إنما يقوله من كتب أهل الكتاب ففي كتابهم الذي يسمونه التوراة: أن الوحي لم يزل ينزل على


(١) تاريخ الطبري ج ١/ ٢٢٤.
(٢) ما بين معكوفين سقط من النسخ المطبوعة.
(٣) في نسخة: تحولت، وفي الطبري: فحولت.
(٤) ما بين معكوفين سقط من نسخ البداية والنهاية المطبوعة; واستدرك من نسخة قصص الأنبياء لابن كثير المطبوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>