للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرأة لم تكن نبية والله أعلم. وزعم أهل التوراة أن مدة ملك طالوت إلى أن قتل مع أولاده أربعون (١) سنة فالله أعلم.

قصة داود وما كان في أيامه [وذكر] (٢) فضائله وشمائله ودلائل نبوته واعلامه

هو داود بن ايشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عويناذب بن إرم (٣) بن حصرون بن فارض بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عبد الله ونبيه وخليفته في أرض بيت المقدس. قال محمد بن أسحق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه: كان داود قصيرا أزرق العينين قليل الشعر طاهر القلب ونقيه. تقدم أنه لما قتل جالوت وكان قتله له فيما ذكره ابن عساكر عند قصر أم حكيم بقرب مرج الصفر (٤) فأحبته بنو إسرائيل ومالوا إليه وإلى ملكه عليهم، فكان من أمر طالوت ما كان وصار الملك إلى داود ، وجمع الله له بين الملك والنبوة بين خير الدنيا والآخرة، وكان الملك يكون في سبط والنبوة في آخر فاجتمع في داود هذا وهذا كما قال تعالى: (وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء. ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) [البقرة: ٢٥١] أي لولا إقامة الملوك حكاما على الناس لاكل قوي الناس ضعيفهم. ولهذا جاء في بعض الآثار (السلطان ظل الله في أرضه). وقال أمير المؤمنين عثمان بن عفان: (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن). وقد ذكر ابن جرير في تاريخه أن جالوت لما بارز طالوت فقال له أخرج إلي وأخرج إليك فندب طالوت الناس فانتدب داود فقتل جالوت. قال وهب بن منبه فمال الناس إلى داود حتى لم يكن لطالوت ذكر وخلعوا طالوت وولوا عليهم داود. وقيل إن ذلك [كان] (٥) عن أمر شمويل حتى قال بعضهم إنه ولاه قبل الوقعة (٦) قال ابن جرير (٧) والذي عليه


(١) في مروج الذهب: عشرين سنة.
(٢) في نسخ البداية المطبوعة: ثم، وسقطت كلمة ذكر.
وقد ورد اسم داود في القرآن الكريم في ستة عشر موضعا: سورة البقرة: ٢٥١، سورة النساء: ١٦٣، سورة المائدة: ٧٨، سورة الأنعام: ٨٤، سورة الإسراء: ٥٥، سورة الأنبياء: ٧٨ - ٧٩، سورة النمل: ١٥ - ١٦، سورة سبأ: ١٠ - ١٢، سورة ص: ٢٠ - ٢٢ - ٢٤ - ٢٦.
(٣) في الطبري: باعز بدل عابر وعمي نادب بدل عويناذب; ورام بدل إرم. وفي الإنجيل: إنجيل متى: هو داود بن يسى، بن عوبيد، بن بوعز، بن سلمون، بن نحشون، بن عمينا دأب، بن أرام، بن حصرون بن فارص بن يهوذا، بن إسحاق بن إبراهيم .
(٤) قال في مروج الذهب: كان ببيسان من أرض الغور من بلاد الأردن.
(٥) سقطت من نسخ البداية المطبوعة.
(٦) وذكر ذلك أيضا ابن عساكر في تاريخه ٥/ ١٩٠ تهذيب.
(٧) انظر تاريخ الطبري ١/ ٢٤٦. وقال المسعودي: إن داود أبى أن تنافس طالوت في حكمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>