للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشهد بدرا وأحدا وما بعدهما، ولما جعل عمر الامر شورى كان هو الذي يصلي بالناس حتى تعين عثمان، وهو الذي ولي الصلاة على عمر - وكان له صاحبا - وكان أحمر شديد الحمرة ليس بالطويل ولا بالقصير أقرن الحاجبين كثير الشعر وكان لسانه فيه عجمة شديدة، وكان مع فضله ودينه فيه دعابة وفكاهة وانشراح، روي أن رسول الله رآه يأكل بقثاء رطبا وهو أرمد إحدى العينين، فقال: " أتأكل رطبا وأنت أرمد "؟ فقال: إنما آكل من ناحية عيني الصحيحة، فضحك رسول الله . وكانت وفاته بالمدينة سنة ثمان وثلاثين، وقيل سنة تسع وثلاثين، وقد نيف على السبعين.

[محمد بن أبي بكر الصديق]

ولد في حياة النبي في حجة الوداع تحت الشجرة عند الحرم وأمه أسماء بنت عميس، ولما احتضر الصديق أوصى أن تغسله فغسلته، ثم لما انقضت عدتها تزوجها علي فنشأ في حجره، فلما صارت إليه الخلافة استنابه على بلاد مصر بعد قيس بن سعد بن عبادة كما قدمنا، فلما كانت هذه السنة بعث معاوية عمرو بن العاص فاستلب منه بلاد مصر وقتل محمد بن أبي بكر كما تقدم، وله من العمر دون الثلاثين، ورضي عنه.

[أسماء بنت عميس]

ابن معبد (١) بن الحارث الخثعمية، أسلمت بمكة وهاجرت مع زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة وقدمت معه إلى خيبر، ولها منه عبد الله، ومحمد، وعون. ولما قتل جعفر بمؤتة تزوجها بعده أبو بكر الصديق فولدت منه محمد بن أبي بكر أمير مصر ثم لما مات الصديق تزوجها بعده علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا، وهي أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين لأمها. وكذلك هي أخت أم الفضل امرأة العباس لأمها، وكان لها من الأخوات لأمها تسع أخوات، وهي أخت سلمى بنت عميس امرأة العباس (٢) التي له منها بنت اسمها عمارة.

[ثم دخلت سنة تسع وثلاثين]

فيها جهز معاوية بن أبي سفيان جيوشا كثيرة ففرقها في أطراف معاملات علي بن أبي طالب، وذلك أن معاوية رأى بعد أن ولاه عمرو بن العاص بعد اتفاقه مع أبي موسى على عزل علي، أن ولايته وقعت الموقع، فهو الذي يجب طاعته فيما يعتقده، ولأن جيوش علي من أهل العراق لا


(١) في الاستيعاب والإصابة ٤/ ٢٣٥: معد بن الحارث بن تيم، وفي ابن سعد ٨/ ٢٨٠: معد بن تيم بن الحارث.
(٢) في ابن سعد ٨/ ٢٨٥: زوجة حمزة بن عبد المطلب: وولدت منه عمارة. أما ابن عبد البر قال في الاستيعاب
(هامش الإصابة ٤/ ٣٢٦) كانت تحت حمزة وولدت منه أمة الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>