للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَدَثَتْ لَهُمْ أَحْدَاثٌ آمَنُوا بِالنَّبِيِّ بَعْدَ هَلَاكِ آبَائِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

ثُمَّ اخْتَارَ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ وَهُوَ ضَعِيفٌ لِمَا تَقَدَّمَ وَلِمَا ذُكِرَ فِي قِصَّةِ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ حَيْثُ تُوُعِّدُوا بِالْعَذَابِ فِي الْآخِرَةِ إِنْ لَمْ يَتُوبُوا وَلَمْ يُذْكَرْ هَلَاكُهُمْ وَقَدْ صُرِّحَ بهلاك أصحاب الرس والله أَعْلَمُ.

قِصَّةُ قَوْمِ يس وَهُمْ (١) أَصْحَابُ الْقَرْيَةِ

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ.

إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ.

قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ من شئ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ.

قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ.

وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ.

قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تنتهوا لنرجمنك وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ.

قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أإن ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وَجَاءَ مِنْ أقصى المدينة رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ ومالي لَا أَعْبُدُ الَّذِي فطرني إليه تُرْجَعُونَ.

أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بضر لا تغني عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلَا يُنْقِذُونِ.

إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ.

إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ.

قيل ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ.

وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ.

إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فإذا هم خامدون) [يس: ١٣ - ٢٩] .

اشْتُهِرَ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ السَّلف وَالْخَلَفِ أن هذه القرية أنطاكية.

رواه ابن اسحق فِيمَا بَلَّغَهُ عَنِ

ابْنِ عَبَّاسٍ وَكَعْبِ الْأَحْبَارِ وَوَهَبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، وَكَذَا رُوِيَ عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ وَعِكْرِمَةَ وَقَتَادَةَ وَالزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ، قَالَ ابن إسحق فيما بلغه عن إن ابْنِ عَبَّاسٍ وَكَعْبٍ وَوَهْبٍ أَنَّهُمْ قَالُوا: وَكَانَ لها ملك اسمه انطيخس بن انطيخس وَكَانَ يَعْبُدُ الْأَصْنَامَ.

فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ ثَلَاثَةً مِنَ الرُّسُلِ وَهُمْ صَادِقٌ وَصَدُوقٌ وَشَلُومُ فَكَذَّبَهُمْ.

وهذا ظاهر أنهم رسل من الله عزوجل.

وَزَعَمَ قَتَادَةُ أَنَّهُمْ كَانُوا رُسُلًا مِنَ الْمَسِيحِ.

وكذا قال ابن جرير عن وهب، عن ابن سليمان، عن شعيب الجبائي: كان اسم المرسلين (٢) الاوليين


= وفي القرطبي تعليقا على قول ابن جرير.
قال الثعلبي: هؤلاء آمنوا بنبيهم فلا يجوز أن يكونوا أصحاب الرس، لأنَّ الله تعالى أخبر عن أصحاب الرس، أنه دمرهم.
ج ١٣ / ٣٣.
(١) في نسخة: ومنهم أصحاب القرية.
(٢) في نسخة: الرسولين.
قال القرطبي هذا قول الطبري وقال غيره: شمعون ويوحنا، وحكى النقاش: سمعان ويحيى ولم يذكرا صادقا وصدوقا.
[*]

<<  <  ج: ص:  >  >>