للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آمنت بالمسيح … فأما الحديث الذي رواه الطبراني من حديث حسين الأشقري (١) عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي قال: " السبق ثلاثة فالسابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق إلى عيسى صاحب يس والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب " (٢) فإنه حديث لا يثبت لان حسينا هذا متروك وشيعي من الغلاة وتفرده بهذا مما يدل على ضعفه بالكلية والله أعلم.

[قصة يونس]

قال الله تعالى في سورة يونس (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) [يونس: ٩٨] وقال تعالى في سورة الأنبياء (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) [الأنبياء: ٨٧ - ٨٨] وقال تعالى في سورة والصافات (وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون. فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين) [الصافات: ١٣٩ - ١٤٨]. وقال تعالى في سورة نون (فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم … لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم فاجتباه ربه فجعله من الصالحين) [القلم: ٤٧ - ٥٠].

قال أهل التفسير بعث الله يونس إلى أهل نينوى، من أرض الموصل، فدعاهم إلى الله ﷿ فكذبوه وتمردوا على كفرهم وعنادهم، فلما طال ذلك عليه من أمرهم خرج من بين أظهرهم، ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث (٣).

قال ابن مسعود ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغير واحد من السلف والخلف فلما خرج من بين ظهرانيهم وتحققوا نزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة وولدها ثم عجوا (٤) إلى الله ﷿ وصرخوا وتضرعوا


(١) في نسخة: الأشقر وفي أخرى: الأصفر وهو تحريف.
(٢) رواه الطبراني في ٣/ ١١١/ ٢. قال البخاري في الأشقري: ضعيف جدا.
وقال العقيلي: عن البخاري قال فيه: فيه نظر (الضعفاء ٩٠).
(٣) في تفسير الرازي بعد أربعين ليلة. وعند القرطبي فكالأصل.
(٤) عجوا: معناها هنا: تضرعوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>