للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومسلم والترمذي من حديث عبد الرزاق وقال الترمذي حسن صحيح. وقال محمد بن إسحاق: كان تبديلهم كما حدثني صالح بن كيسان، عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة وعمن لا أتهم، عن ابن عباس أن رسول الله قال: " دخلوا الباب الذي أمروا أن يدخلوا فيه سجدا يزحفون على أستاههم وهم يقولون حنطة في شعيرة ". وقال أسباط عن السدي عن مرة عن ابن مسعود قال في قوله (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم) قال قالوا: " هطى سقانا أزمة مزيا " فهي في العربية: " حبة حنطة حمراء مثقوبة فيها شعرة سوداء ". وقد ذكر الله تعالى أنه عاقبهم على هذه المخالفة، بإرسال الرجز الذي أنزله عليهم، وهو الطاعون، كما ثبت في الصحيحين من حديث الزهري عن عامر بن سعد، ومن حديث مالك عن محمد بن المنكدر وسالم أبي النضر، عن عامر بن سعد، عن أسامة بن زيد، عن رسول الله أنه قال: " إن هذا الوجع (أو) السقم رجز عذب به بعض الأمم قبلكم " (١). ورى النسائي وابن أبي حاتم وهذا لفظه من حديث الثوري عن حبيب بن أبي ثابت، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، وأسامة بن زيد وخزيمة بن ثابت قالوا: قال رسول الله : " الطاعون رجز عذاب عذب به من كان قبلكم " وقال الضحاك عن ابن عباس: الرجز العذاب. وكذا قال مجاهد وأبو مالك والسدي والحسن وقتادة. وقال أبو العالية; هو الغضب. وقال الشعبي: الرجز إما الطاعون وإما البرد. وقال سعيد بن جبير هو الطاعون. ولما استقرت يد بني إسرائيل على بيت المقدس استمروا فيه، وبين أظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم بكتاب الله التوراة حتى قبضه الله إليه وهو ابن مائة وسبع وعشرين (٢) سنة فكان مدة حياته بعد موسى سبعا وعشرين سنة (٣).

[ذكر قصتي] (٤) الخضر وإلياس

أما الخضر: فقد تقدم أن موسى رحل إليه في طلب ما عنده من العلم اللدني، وقص الله من خبرهما في كتابه العزيز في سورة الكهف، وذكرنا في تفسير ذلك هنالك، وأوردنا هنا ذكر الحديث المصرح بذكر الخضر وأن الذي رحل إليه هو موسى بن عمران نبي بني إسرائيل الذي أنزلت عليه التوراة.

وقد اختلف في الخضر في اسمه ونسبه ونبوته وحياته، إلى الآن - على أقوال - سأذكرها لك


(١) أخرجه أحمد في مسنده ج ١/ ١٩٣ والبخاري في صحيحه ٩٠/ ١٣/ ٦٩٧٤ فتح الباري.
(٢) في الطبري: مائة وست وعشرون سنة، وفيه: انها مات قبل فتح بيت المقدس، مات وهو يقاتل ملوك الشام; وأما من فتح بيت المقدس.
وذكر المسعودي: كان عمره مائة وعشرون سنة.
(٣) ذكر المسعودي ١/ ٤٨: بقي بعد موسى تسعا وعشرين سنة، وأما الطبري فكالأصل.
(٤) في النسخ المطبوعة: قصتا.

<<  <  ج: ص:  >  >>