للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حشرج بن نباتة العبسي (١) وعن بهز وزيد بن الحباب وعبد الصمد وحماد بن سلمة كلاهما عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال سمعت رسول الله يقول: " الخلافة ثلاثون عاما، ثم يكون من بعد ذلك الملك " ثم قال سفينة أمسك، خلافة أبي بكر سنتين، وخلافة عمر عشر سنين وخلافة عثمان اثنتا عشرة سنة وخلافة علي ست سنين، هذا لفظ أحمد. ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من طرق عن سعيد بن جمهان، وقال الترمذي: حسن لا نعرفه إلا من حديثه ولفظه " الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم يكون ملكا عضوضا " وذكر بقيته.

قلت: ولم يكن في مسجد النبي أول ما بني منبر يخطب الناس عليه، بل كان النبي يخطب الناس وهو مستندا إلى جذع عند مصلاه في الحائط القبلي فلما اتخذ له المنبر كما سيأتي بيانه في موضعه وعدل إليه ليخطب عليه، فلما جاوز ذلك الجذع خار ذلك الجذع وحن حنين النوق العشار لما كان يسمع من خطب الرسول عنده، فرجع إليه النبي فاحتضنه حتى سكن كما يسكن المولود الذي يسكت كما سيأتي تفصيل ذلك من طرق عن سهل بن سعد الساعدي وجابر وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وأنس بن مالك وأم سلمة . وما أحسن ما قال الحسن البصري بعدما روي هذا الحديث عن أنس بن مالك: يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله شوقا إليه، أوليس الرجال الذين يرجون لقاءه أحق أن يشتاقوا إليه (٢)؟!

[تنبيه على فضل هذا المسجد الشريف]

قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن أنيس بن أبي يحيى، حدثني أبي. قال: سمعت أبا سعيد الخدري قال: اختلف رجلان رجل من بني خدرة ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال الخدري هو مسجد رسول الله وقال العمري هو مسجد قباء، فأتيا رسول الله فسألاه عن ذلك فقال: " هو هذا المسجد " لمسجد رسول الله وقال " في ذلك خير كثير " يعني مسجد قباء. ورواه الترمذي عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، عن أنيس بن أبي يحيى الأسلمي به وقال حسن صحيح. وروى الإمام أحمد عن إسحاق بن عيسى، عن الليث بن سعد والترمذي والنسائي جميعا عن قتيبة عن الليث عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه. قال: تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى،


(١) كذا في الأصل، وهو حشرج بن نباتة الأشجعي.
والحديث في مسند أحمد ٤/ ٢٧٣ و ٥/ ٤٤٥، ٢٢٠ ورواه أبو داود في كتاب السنة ٤/ ٢١١، والترمذي في كتاب الفتن ٤/ ٥٠٣.
(٢) دلائل النبوة للبيهقي ٢/ ٥٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>