للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنس بن مالك يأمره أن يصلي بالناس، فصلى بهم شهرين (١)، ثم كان ما سنذكره. وخرج نجدة بن عامر الحنفي باليمامة، وخرج بنو ماحورا في الأهواز وفارس وغير ذلك على ما سيأتي تفصيله قريبا إن شاء الله تعالى.

[إمارة عبد الله بن الزبير وعند ابن حزم وطائفة أنه أمير المؤمنين آنذاك]

قد قدمنا أنه لما مات يزيد أقلع الجيش عن مكة وهم الذين كانوا يحاصرون ابن الزبير وهو عائذ بالبيت فلما رجع حصين بن نمير السكوني بالجيش إلى الشام، استفحل ابن الزبير بالحجاز وما والاها، وبايعه الناس بعد يزيد بيعة هناك، واستناب على أهل المدينة أخاه عبيد الله بن الزبير، وأمره باجلاء بني أمية عن المدينة فأجلاهم فرحلوا إلى الشام، وفيهم مروان بن الحكم وابنه عبد الملك، ثم بعث أهل البصرة إلى ابن الزبير بعد حروب جرت بينهم وفتن كثيرة يطول استقصاؤها، غير أنهم في أقل من ستة أشهر أقاموا عليهم نحوا من أربعة أمراء (٢) من بينهم ثم تضطرب أمورهم، ثم بعثوا إلى ابن الزبير وهو بمكة يخطبونه لأنفسهم، فكتب إلى أنس بن مالك ليصلي بهم، ويقال إن أول من بايع ابن الزبير مصعب بن عبد الرحمن، فقال الناس: هذا أمر فيه صعوبة، وبايعه عبد الله بن جعفر وعبد الله بن علي بن أبي طالب، وبعث إلى ابن عمر وابن الحنفية وابن عباس ليبايعوا فأبوا عليه. وبويع في رجب بعد أن أقام الناس نحو ثلاثة أشهر بلا إمام. وبعث ابن الزبير إلى أهل الكوفة عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري على الصلاة، وإبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله على الخراج، واستوثق له المصران جميعا، وأرسل إلى مصر فبايعوه. واستناب عليها عبد الرحمن بن جحدر (٣)، وأطاعت له الجزيرة، وبعث على البصرة الحارث بن عبد الله بن ربيعة، وبعث إلى اليمن فبايعوه، وإلى خراسان فبايعوه، وإلى الضحاك بن قيس بالشام فبايع، وقيل إن أهل دمشق وأعمالها من بلاد الأردن لم يبايعوه (٤)، لأنهم بايعوا مروان بن


(١) في ابن الأثير ٤/ ١٤٣: أربعين يوما.
(٢) جدد أهل البصرة مبايعة عبيد الله بن زياد واليا عليهم حتى يتفق الناس على أمام لهم، ثم عزلوه وطردوه واتفقوا فيما بينهم على عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الملقب بببة ثم اختلفوا فيما بينهم، وبقي ببة يقيم فيهم الصلاة، ثم أرسل ابن الزبير أميرا على البصرة عمر بن عبيد الله بن معمر ثم عزله وولى الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي - القباع - (انظر الكامل ج ٤ والطبري ج ٧ حوادث سنة ٦٤).
(٣) في الطبري ٧/ ٣٤، والكامل ٤/ ١٤٥: ابن جحدم، وفي مروج الذهب ٣/ ١٠٦: عبد الرحمن بن عتبة بن
جحدم.
(٤) في الكامل ٤/ ١٤٥: بايع الضحاك في دمشق سرا للزبير، وبايعت قنسرين وحمص، وفي مروج الذهب ٣/ ١٠١: اخذت له البيعة بالشام وخطب له على سائر المنابر إلا منبر طبرية من بلاد الأردن وفي فتوح ابن الأعثم ٥/ ٣١٢: أن الضحاك دعا إلى نفسه في الشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>