للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد ومسلم وأبو داود من حديث شعبة به قال شعبة فيما حكاه أبو داود عنه: لم يسمع قتادة من أبي العالية سوى أربعة أحاديث هذا أحدها … وقد رواه الإمام أحمد عن عفان عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس عن النبي قال: " وما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى " (١) تفرد به أحمد. ورواه الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا محمد بن الحسن بن كيسان، حدثنا عبد الله بن رجاء، أنبأنا إسرائيل، عن أبي يحيى العتاب، عن مجاهد، عن ابن عباس أن رسول الله قال: " لا ينبغي لاحد أن يقول أنا عند الله خير من يونس بن متى " إسناده جيد ولم يخرجوه.

وقال البخاري: حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، سمعت حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة عن النبي قال: " لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى " (٢) وكذا رواه مسلم من حديث شعبة به وفي البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة في قصة المسلم الذي لطم وجه اليهودي حين قال: لا والذي اصطفى موسى على العالمين (٣). قال البخاري في آخره: " ولا أقول إن أحدا خير من يونس بن متى " أي ليس لأحد أن يفضل نفسه على يونس … والقول الآخر لا ينبغي لاحد أن يفضلني على يونس بن متى كما قد ورد في بعض الأحاديث لا تفضلوني على الأنبياء ولا على يونس بن متى … وهذا من باب الهضم والتواضع منه صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر أنبياء الله والمرسلين.

[قصة موسى الكليم]

وهو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر (٤) بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم . قال تعالى (واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا. ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) [مريم: ٥١ - ٥٣] وقد ذكره الله تعالى في مواضع كثيرة متفرقة من القرآن … وذكر قصته في مواضع متعددة مبسوطة مطولة وغير مطولة وقد تكلمنا على ذلك كله في مواضعه من التفسير وسنورد سيرته ههنا من ابتدائها


(١) مسند أحمد ١/ ٢٩١.
(٢) صحيح البخاري ج ٤٦٣١ ومسلم ح ١٦٦ (المرجع السابق) أحمد في مسنده ٢/ ٤٠٥.
(٣) رواه أبو داود في سننه - كتاب السنة ح ٤٦٧١ ص ٤/ ٢١٧.
(٤) سقط عازر من عمود نسب موسى عند الطبري وابن قتيبة في المعارف. وزاد ابن قتيبة ولم يكن بين آل يعقوب وأيوب نبي حتى كان موسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>