للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الله ﷿: (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله (ذو) فضل عظيم) [آل عمران: ١٧٤].

فصل في جملة من الحوادث الواقعة سنة أربع من الهجرة

قال ابن جرير: وفي جمادى الأولى من هذه السنة مات عبد الله بن عثمان بن عفان يعني من رقية بنت رسول الله وهو ابن ست سنين فصلى عليه رسول الله ونزل في حفرته والده عثمان بن عفان . قلت: وفيه توفي أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي وأمه برة بنت عبد المطلب عمة رسول الله وكان رضيع رسول الله ارتضعا من ثويبة مولاة أبي لهب. وكان إسلام أبي سلم وأبي عبيدة وعثمان بن عفان والأرقم بن أبي الأرقم قديما في يوم واحد، وقد هاجر هو وزوجته أم سلمة إلى أرض الحبشة ثم عاد إلى مكة وقد ولد لهما بالحبشة أولاد، ثم هاجر من مكة إلى المدينة وتبعته أم سلمة إلى المدينة كما تقدم، وشهد بدرا واحدا ومات من آثار جرح جرحه بأحد وأرضاه، له حديث واحد في الاسترجاع عند المصيبة سيأتي في سياق تزويج رسول الله بأم سلمة قريبا. قال ابن جرير: وفي ليال خلون من شعبان منها ولد الحسين بن علي من فاطمة بنت رسول الله ورضي الله عنهم. قال وفي شهر رمضان من هذه السنة تزوج رسول الله زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية. وقد حكى أبو عمر بن عبد البر: عن علي بن عبد العزيز الجرجاني أنه قال: كانت أخت ميمونة بنت الحارث (١). ثم استغربه وقال لم أره لغيره. وهي التي يقال لها أم المساكين لكثرة صدقاتها عليهم وبرها لهم وإحسانها إليهم. وأصدقها ثنتي عشرة أوقية ونشا (٢) ودخل بها في رمضان وكانت قبله عند الطفيل بن الحارث فطلقها. قال أبو عمر بن عبد البر عن علي بن عبد العزيز الجرجاني: ثم خلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف. قال ابن الأثير في [أسد] الغابة: وقيل كانت تحت عبد الله بن جحش فقتل عنها يوم أحد. قال أبو عمر: ولا خلاف أنها ماتت في حياة رسول الله وقيل لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة (٣) حتى توفيت رضي الله


(١) تقدم نسب زينب بنت خزيمة، أما ميمونة فهي بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة.
(٢) النش: نصف أوقية، وهو عشرون درهما.
(٣) في طبقات ابن سعد: مكثت عنده ثمانية أشهر وتوفيت في آخر ربيع الآخر، صلى عليها رسول الله ودفنها بالبقيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>