للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: قَدْ مَضَى ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ انشقَّ الْقَمَرُ حَتَّى رَأَوْا شِقَّيْهِ.

وَهَكَذَا رَوَاهُ الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مِنْ مُرْسَلَاتِهِ (١) .

وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سهيل حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بن عبد الرحمن عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ

عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَعَنْ مُقَاتِلٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: (اقْتَرَبَتِ السَّاعة وانشقَّ القمر) .

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اجْتَمَعَ الْمُشْرِكُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمُ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ، وَالْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ، وَالْعَاصُ بْنُ هِشَامٍ، وَالْأَسْوَدُ بن عبد يغوث، وَالْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ [بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى] ، وَزَمَعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَنُظَرَاؤُهُمْ [كثير] (٢) .

فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَشُقَّ لَنَا الْقَمَرَ فِرْقَتَيْنِ نِصْفًا عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ وَنِصْفًا عَلَى قُعَيْقِعَانَ (٣) .

فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ فَعَلْتُ تُؤْمِنُوا؟ " قَالُوا نَعَمْ! وَكَانَتْ لَيْلَةَ بَدْرٍ - فسأل الله عزوجل أَنْ يُعْطِيَهُ مَا سَأَلُوا، فَأَمْسَى الْقَمَرُ قَدْ سلب (٤) نِصْفًا عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ وَنِصْفًا عَلَى قُعَيْقِعَانَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَادِي يَا أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ وَالْأَرْقَمَ بن الْأَرْقَمِ اشْهَدُوا.

ثُمَّ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ.

وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ (٥) ، حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرازي، عن الهيثم بن العمان، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

قَالَ: انْتَهَى أَهْلُ مَكَّةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: هَلْ مِنْ آيَةٍ نَعْرِفُ بها أنك رسول الله؟ فهبط جبرائيل فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ قُلْ لِأَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يحتفلوا هذه الليلة فسيروا آيَةً إِنِ انْتَفَعُوا بِهَا.

فَأَخْبَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمقالة جبرائيل فَخَرَجُوا لَيْلَةَ الشَّقِّ لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَانْشَقَّ الْقَمَرُ نِصْفَيْنِ نِصْفًا عَلَى الصَّفَا وَنِصْفًا عَلَى الْمَرْوَةِ فَنَظَرُوا، ثُمَّ قَالُوا بِأَبْصَارِهِمْ فَمَسَحُوهَا، ثُمَّ أَعَادُوا النَّظَرَ فَنَظَرُوا ثُمَّ مَسَحُوا أَعْيُنَهُمْ ثُمَّ نَظَرُوا.

فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ مَا هَذَا إِلَّا سحر واهب فأنزل الله: (اقتربت الساعة وانشق القمر) .

ثم روى الضحَّاك عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

قَالَ: جَاءَتْ أَحْبَارُ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: أَرِنَا آيَةً حَتَّى نُؤْمِنَ بِهَا، فسأل ربه فأراهم القمر قد انشقّ بجزئين، أَحَدُهُمَا عَلَى الصَّفَا وَالْآخَرُ عَلَى الْمَرْوَةِ، قَدْرَ مَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ثم غاب.

فقالوا: هذا سحر مفترى.

وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبرانيّ: حدَّثنا أَحْمَدُ بن عمرو الرزاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

قَالَ: كُسف الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فَقَالُوا سَحَرَ الْقَمَرَ فنزلت: (اقتربت


(١) البخاري في ٦٥ كتاب التفسير - تفسير سورة القمر ١ باب ح ٤٨٦٦ فتح الباري ٨ / ٤٩٩ ومسلم في ٥٠ كتاب
المنافقين ٨ باب حديث ٤٨.
(٢) ما بين معكوفين من دلائل النبوة لابي نعيم ص ٢٣٤.
(٣) أبو قبيس وقعيقعان جبلا مكة.
(٤) في دلائل أبي نعيم: قد مثل نصفا.
(٥) لا أثر للحديث في دلائل أبي نعيم المطبوع.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>