للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الله مستمسكا بمنهاج إلياس وشريعته حتى قبضه الله ﷿ إليه ثم خلف فيهم الخلوء؟؟ وعظمت فيهم الاحداث والخطايا وكثرت الجبابرة وقتلوا الأنبياء وكان فيهم ملك عنيد طاغ. ويقال إنه الذي تكفل له ذو الكفل إن هو تاب ورجع دخل الجنة فسمي ذا الكفل.

قال محمد بن إسحاق هو اليسع بن أخطوب. وقال الحافظ أبو القسم بن عساكر في حرف الياء من تاريخه: اليسع وهو الأسباط بن عدي بن شوتلم بن أفراثيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل. ويقال هو ابن عم إلياس النبي . ويقال كان مستخفيا معه بجبل قاسيون من ملك بعلبك ثم ذهب معه إليها فلما رفع الياس خلفه اليسع في قومه ونبأه الله بعده. ذكر ذلك عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه. قال وقال غيره وكان ببانياس. ثم ذكر ابن عساكر قراءة من قرأ اليسع بالتخفيف وبالتشديد ومن قرأ والليسع وهو اسم واحد لنبي من الأنبياء. قلت قد قدمنا قصة ذا الكفل بعد قصة أيوب لأنه قد قيل إنه ابن أيوب فالله أعلم.

[فصل]

قال ابن جرير (١) وغيره ثم مرج أمر بني إسرائيل وعظمت منهم الخطوب والخطايا وقتلوا من قتلوا من الأنبياء وسلط الله عليهم بدل الأنبياء ملوكا جبارين يظلمونهم ويسفكون دماءهم وسلط الله عليهم الأعداء من غيرهم أيضا وكانوا إذا قاتلوا أحدا من الأعداء يكون معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان كما تقدم ذكره فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية مما ترك آل موسى وآل هارون فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزة وعسقلان غلبوهم وقهروهم على أخذه فانتزعوه من أيديهم فلما علم بذلك ملك بني إسرائيل في ذلك الزمان مالت عنقه فمات كمدا وبقي بنو إسرائيل كالغنم بلا راع حتى بعث الله فيهم نبيا من الأنبياء يقال له شمويل فطلبوا منه أن يقيم لهم ملكا ليقاتلوا معه الأعداء فكان من أمرهم ما سنذكره مما قص الله في كتابه. قال ابن جرير فكان من وفاة يوشع بن نون إلى أن بعث الله ﷿ شمويل بن بالي أربعمائة سنة وستون سنة. ثم ذكر تفصيلها بمدد الملوك الذين ملكوا عليهم وسماهم واحدا واحدا تركنا ذكرهم قصدا.

[قصة شمويل وفيها بدأ أمر داود ]

هو شمويل ويقال له أشمويل بن بالي بن علقمة بن يرخام بن اليهو بن تهو بن صوف بن


(١) تاريخ الطبري ١/ ٢٤٣ روى الخبر مطولا.

<<  <  ج: ص:  >  >>