للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجلا. سمي زيد الخيل لخمس أفراس كن له (١). قال السهيلي: ولهن أسماء لا يحضرني الآن حفظها] (٢).

قال ابن إسحاق: وقدم على رسول الله وفد طئ وفيهم زيد الخيل، وهو سيدهم، فلما انتهوا إليه كلموه وعرض عليهم رسول الله الاسلام، فأسلموا فحسن إسلامهم. وقال رسول الله كما " حدثني من لا أتهم من رجال طئ، ما ذكر رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا زيد الخيل فإنه لم يبلغ الذي فيه ثم سماه رسول الله زيد الخير، وقطع له فيدا وأرضين معه، وكتب له بذلك فخرج من عند رسول الله راجعا إلى قومه فقال رسول الله " إن ينج زيد من حمى المدينة فإنه قال " وقد سماها رسول الله باسم غير الحمى، وغير أم ملدم - لم يثبته - قال فلما انتهى من بلد نجد إلى ماء من مياهه يقال له فردة أصابته الحمى فمات بها ولما أحس بالموت قال:

أمر تحل قومي المشارق غدوة … واترك في بيت بفردة منجد

الإرب يوم لو مرضت لعادني … عوائد من لم يبر منهن يجهد (٣)

قال: ولما مات عمدت امرأته بجلهلها وقلة عقلها ودينها إلى ما كان معه من الكتب فحرقتها بالنار. قلت: وقد ثبت في الصحيح عن أبي سعيد: أن علي بن أبي طالب بعث. رسول الله من اليمن بذهبية في تربتها فقسمها رسول الله بين أربعة زيد الخيل، وعلقمة بن علاثة، والأقرع بن حابس، وعتبة بن بدر الحديث. وسيأتي ذكره في بعث علي إلى اليمن إن شاء الله تعالى.

[قصة عدي بن حاتم الطائي]

قال البخاري: في الصحيح وفد طئ وحديث عدي بن حاتم: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبو عوانة، ثنا عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن عدي بن حاتم. قال: أتينا عمر ابن الخطاب في وفد فجعل يدعو رجلا رجلا يسميهم فقلت: أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى، أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وعرفت إذ نكروا. فقال


(١) قال صاحب الأغاني منها: الهطال، والكميت، والورد، وكامل، ودؤول، ولاحق (١٦/ ٤٩ ساسي).
(٢) ما بين معكوفتين سقط من نسخ البداية المطبوعة.
(٣) كذا في الأصول وابن هشام، وفي كتاب شعراء اسلاميون ذكر:
أمر تحل صحبي المشارق غدوة … وأترك في بيت بفردة منجد
سقى الله ما بين القفيل فطابة … فما دون أرمام فما فوق منشد
هنالك لو أني مرضت لعادني … عوائد من لم يشف منهن مجهد
فليت اللواتي عدنني لم يعدنني … وليت اللواتي غبن عني عودي

<<  <  ج: ص:  >  >>