للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين رووا لنا الصلاة والزكاة والوضوء بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقدموه عليه حيث لا مال ولا عبيد ولا عشيرة وقد كان أبو بكر يمنع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجاحف عنه، وإنما قدموه لعلمهم أنه خيرهم.

فأفحمه أَيْضًا.

عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ أَبُو الحسن الصائغ، أحد الزهاد العباد أَصْحَابِ الْكَرَامَاتِ.

رُوِيَ عَنْ مُمْشَادَ الدِّينَوَرِيِّ أَنَّهُ

شاهد أبا الحسن هذا يُصَلِّي فِي الصَّحْرَاءِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ وَنَسْرٌ قد نشر عليه جناحه يُظِلُّهُ مِنَ الْحَرِّ.

قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَفِيهَا توفي أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتكلم الْمَشْهُورِ، وَكَانَ مُوَلِدُهُ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ من ولد أبي موسى الأشعري.

قلت: الصحيح أن الأشعري توفي سنة أربع وعشرين ومائتين كما تقدم ذكره هناك.

قَالَ: وَفِيهَا تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ النَّضْرِ الْهَرَوِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ تسع وعشرين ومائتين، أخذ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ صَاحِبِ الشَّافِعِيِّ.

قُلْتُ: قد تُوُفِّيَ فِيهَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ (١) .

وَزَكَرِيَّا بْنُ أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ (٢) .

وَعَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلَامَةَ الحافظ (٣) .

ومحمد بن رائق الأمير ببغداد.

وفيها توفي الشيخ: أَبُو صَالِحٍ مُفْلِحٌ الْحَنْبَلِيُّ وَاقِفُ مَسْجِدِ أَبِي صَالِحٍ ظَاهِرَ بَابِ شَرْقِيٍّ مِنْ دِمَشْقَ، وَكَانَتْ له كرامات وأحوال ومقامات، واسمه مُفْلِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو صَالِحٍ الْمُتَعَبِّدُ، الذي ينسب إليه المسجد خارج باب شرقي من دمشق، صحب الشيخ أبا بكر بن سعيد حمدونه الدِّمَشْقِيَّ، وَتَأَدَّبَ بِهِ، وَرَوَى عَنْهُ الْمُوَحِّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُرِّيِّ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ العجة قَيِّمُ الْمَسْجِدِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ دَاوُدَ الدِّينَوَرِيُّ الدُّقِّيُّ.

رَوَى الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ الدُّقِّيِّ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي صَالِحٍ.

قَالَ: كُنْتُ أطوف بجبل لكام أطلب العباد فمررت برجل وهو جالس على صخرة مطرق رأسه فقلت له: ما تصنع ههنا؟ فَقَالَ: أَنْظُرُ وَأَرْعَى.

فَقُلْتُ لَهُ: لَا أَرَى بين يديك شيئاً تنظر إليه ولا ترعاه إلا هذه العصاة والحجارة.

فقال: بل أنظر خواطر قلبي وأرعى أوامر ربي، وبالذي أطلعك علي إلا صرفت بصرك عني.

فقلت له: نعم ولكن


(١) هو أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوري.
(٢) هو أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى خت البلخي الشافعي، قاضي دمشق، روى عن أبي حاتم الرازي وطائفة.
مات في ربيع الأول.
(شذرات ٢ / ٣٢٧) .
(٣) أبو هاشم الحمصي روى عن كثير بن عبيد وطائفة مات بالبصرة وله بضع وتسعون سنة (*) .

<<  <  ج: ص:  >  >>