عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزِ بْنِ جُنَادَةَ بْنِ عبيد الْقُرَشِيُّ الْجُمَحِيُّ الْمَكِّيُّ، نَزِيلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، تَابِعِيٌّ جليل، روى عن زوج أم أَبِي مَحْذُورَةَ الْمُؤَذِّنِ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَغَيْرِهِمْ، وَعَنْهُ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَمَكْحُولٌ، وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ
الْأَئِمَّةِ، حَتَّى قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: إِنْ يفخر علينا أهل المدينة بعبادهم ابْنِ عُمَرَ، فَإِنَّا نَفْخَرُ عَلَيْهِمْ بِعَابِدِنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ.
وَقَالَ بَعْضُ وَلَدِهِ: كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ جُمُعَةٍ، وَكَانَ يُفْرَشُ لَهُ الْفِرَاشُ فَلَا يَنَامُ عَلَيْهِ، قَالُوا: وَكَانَ صَمُوتًا مُعْتَزِلًا لِلْفِتَنِ، وَكَانَ لَا يَتْرُكُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهي عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَا يَذْكُرُ شَيْئًا مِنْ خِصَالِهِ الْمَحْمُودَةِ، وَرَأَى عَلَى بَعْضِ الْأُمَرَاءِ حُلَّةً مِنْ حَرِيرٍ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَلْبَسُهَا مِنْ أَجْلِ هَؤُلَاءِ - وَأَشَارَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ - فَقَالَ لَهُ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ: لَا تَعْدِلْ بِخَوْفِكَ مِنَ اللَّهِ خَوْفَ أحد من المخلوقين.
وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: مَنْ كَانَ مُقْتَدِيًا فَلْيَقْتَدِ بِمِثْلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أُمَّةً فِيهَا مِثْلُهُ.
قال بَعْضُهُمْ: تُوُفِّيَ أَيَّامَ الْوَلِيدِ، وَقَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: تُوُفِّيَ أَيَّامَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَذَكَرَ الذَّهَبِيُّ فِي الْأَعْلَامِ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي هذا العام، والله سبحانه أعلم.
دخل ابن محيريز مرة حانوت بزاز ليشتري منه ثوباً فرفع في السوم، فقال له جاره: ويحك هذا ابن محيريز ضع له، فأخذ ابن محيريز بيد غلامه وقال: اذهب بنا، إنما جئت لنشتري بأموالنا لا بأدياننا، فذهب وتركه.
مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ أَبُو نُعَيْمٍ الأنصاري الأشهلي وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم، وروى عنه أحاديث لكن حكمها حكم الْإِرْسَالُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَهُ صُحْبَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ عبد البر: هو أحسن مِنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ.
قِيلَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَقِيلَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ، وَذَكَرَ الذَّهَبِيُّ فِي الْأَعْلَامِ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي هَذَا الْعَامِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالْيَقِينِ.
نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ابْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ الْقُرَشِيُّ النَّوْفَلِيُّ الْمَدَنِيُّ، رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ وَغَيْرِهِمْ، وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ ثِقَةً عَابِدًا يَحُجُّ مَاشِيًا وَمَرْكُوبُهُ يُقَادُ مَعَهُ، قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: توفي سنة تسع وتسعين بالمدينة.
كُرَيْبُ بْنُ مُسْلِمٍ مَوْلَى ابْنِ عبَّاس، رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ عِنْدَهُ حِمْلُ كُتُبٍ، وَكَانَ مِنَ
الثِّقَاتِ الْمَشْهُورِينَ بِالْخَيْرِ والديانة.