للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: ولم يؤسر من المشركين سوى أبي عزة الجمحي كما ذكره الشافعي وغيره وقتله رسول الله صبرا بين يديه أمر الزبير - ويقال عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح - فضرب عنقه.

فصل فيما تقاول به المؤمنون والكفار في وقعة أحد من الاشعار

وإنما نورد شعر الكفار لنذكر جوابها من شعر الاسلام ليكون أبلغ في وقعها من الاسماع والأفهام وأقطع لشبهة الكفرة الطغام. قال الإمام محمد بن إسحاق وكان مما قيل من الشعر يوم أحد قول هبيرة بن أبي وهب المخزومي وهو على دين قومه من قريش فقال:

ما بال هم عميد بات يطرقني … بالود من هند إذ تعدو عواديها (١)

باتت تعاتبني هند وتعذلني … والحرب قد شغلت عني مواليها

مهلا فلا تعذليني إن من خلقي … ما قد علمت وما إن لست أخفيها

مساعف لبني كعب بما كلفوا … حمال عب ء وأثقال أعانيها (٢)

وقد حملت سلاحي فوق مشترف … ساط سبوح إذا يجري يباريها (٣)

كأنه إذ جرى عير بفدفدة … مكدم لا حق بالعون يحميها

من آل أعوج يرتاح الندي له … كجذع شعراء مستعل مراقيها (٤)

أعددته ورقاق الحد منتخلا … ومارنا لخطوب قد ألاقيها (٥)

هذا وبيضاء مثل النهي محكمة … لظت علي فما تبدو مساويها (٦)

سقنا كنانة من أطراف ذي يمن … عرض البلاد على ما كان يزجيها

قالت كنانة أنى تذهبون بنا … قلنا: النخيل فأموها ومن فيها (٧)

نحن الفوارس يوم الجر من أحد … هابت معد فقلنا نحن نأتيها

هابوا ضرابا وطعنا صادقا خذما … مما يرون وقد ضمت قواصيها

ثمت رحنا كأنا عارض برد … وقام هام بني النجار يبكيها


(١) العميد: المؤلم الموجع. والعوادي: الشواغل.
(٢) المساعف: المطيع عبء: هنا الأمور الشاقة العظام.
(٣) مشترف: مشرف. الساطي: الفرس البعيد الخطو.
(٤) أعوج: اسم فرس مشهور في العرب.
(٥) المارن: الرمح اللين.
(٦) لظت: أي ألصقت، ورواية أبي ذر: نيطت: علفت.
(٧) النخيل: عين قرب مكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>