وليلة طلبوا فيها عدوهم … لله والله يجزيهم بما عملوا
وليلة بحنين جالدوا معه … فيها يعلهم في الحرب إذ نهلوا
وغزوة يوم نجد ثم كان لهم … مع الرسول بها الأسلاب والنفل
وغزوة القاع فرقنا العدو به … كما يفرق دون المشرب الرسل
ويوم بويع كانوا أهل بيعته … على الجلاد فآسوة وما عدلوا
وغزوة الفتح كانوا في سريته … مرابطين فما طاشوا وما عجلوا
ويوم خيبر كانوا في كتيبته … يمشون كلهم مستبسل بطل
بالبيض نرعش الايمان عارية … تعوج بالضرب أحيانا وتعتدل
ويوم سار رسول الله محتسبا … إلى تبوك وهم راياته الأول
وساسة الحرب إن حرب بدت لهم … حتى بدا لهم الاقبال والقفل
أولئك القوم أنصار النبي وهم … قومي أصير إليهم حين أتصل
ماتوا كراما ولم تنكث عهودهم … وقتلهم في سبيل الله إذ قتلوا
[ذكر بعث رسول الله ﷺ أبا بكر الصديق أميرا على الحج سنة تسع ونزول سورة براءة]
قال ابن إسحاق بعد ذكره وفود أهل الطائف إلى رسول الله ﷺ في رمضان كما تقدم بيانه مبسوطا. قال: أقام رسول الله ﷺ بقية شهر رمضان وشوالا وذا القعدة، ثم بعث أبا بكر أميرا على الحج من سنة تسع ليقيم للمسلمين حجهم، وأهل الشرك على منازلهم من حجهم لم يصدوا بعد عن البيت ومنهم من له عهد مؤقت إلى أمد، فلما خرج أبو بكر ﵁ بمن معه من المسلمين وفصل عن البيت أنزل الله ﷿ هذه الآيات من أول سورة التوبة … (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) … إلى قوله … (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر إن الله برئ من المشركين ورسوله) … إلى آخر القصة. ثم شرح ابن إسحاق يتكلم على هذه الآيات وقد بسطنا الكلام عليها في التفسير ولله الحمد والمنة، والمقصود أن رسول الله ﷺ بعث عليا ﵁ بعد أبي بكر الصديق ليكون معه ويتولى علي بنفسه ابلاغ البراءة إلى المشركين نيابة عن رسول الله ﷺ لكونه ابن عمه من عصبته.
قال ابن إسحاق: حدثني حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال: لما نزلت براءة على رسول الله ﷺ وقد كان بعث أبا بكر الصديق ﵁ ليقيم للناس الحج، قيل له يا رسول الله ﷺ لو بعثت بها إلى بكر فقال " لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي " ثم دعا علي بن أبي طالب فقال " اخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى، ألا إنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك: ولا يطوف بالبيت عريان، ومن