للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ أَبُو نُعَيْمٍ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ الْمُحَدِّثُ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ أَيْضًا، تُوُفِّيَ عَنْ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً.

عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنُ طَاهِرِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُو الْحَسَنِ الْبَلْخِيُّ، كَانَ مِنَ الْجَوَّالِينَ فِي طَلَبِ الحديث، وكان ثقة حافظاً، سمع أبا هاشم الرازي وغيره.

وعنه الدارقطني وَغَيْرُهُ.

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ أَبُو بكر الحافظ، ويعرف بابن البستبنان (١) ، سمع الزبير بن بكار وغيره، وعنه الدارقطني وغيره.

جاوز الثمانين.

ثم دخلت سنة أربع وعشرين وثلثمائة فِيهَا جَاءَتِ الْجُنْدُ فَأَحْدَقُوا بِدَارِ الْخِلَافَةِ وَقَالُوا: ليخرج إلينا الخليفة الراضي بنفسه فيصلي بِالنَّاسِ.

فَخَرَجَ فَصَلَّى بِهِمْ وَخَطَبَهُمْ.

وَقَبَضَ الْغِلْمَانُ على الوزير ابن مُقْلَةَ وَسَأَلُوا مِنَ الْخَلِيفَةِ أَنْ يَسْتَوْزِرَ غَيْرَهُ فَرَدَّ الْخِيَرَةَ إِلَيْهِمْ فَاخْتَارُوا عَلِيَّ بْنَ عِيسَى فَلَمْ يَقْبَلْ، وَأَشَارَ بِأَخِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى فَاسْتَوْزَرَهُ، وَأُحْرِقَتْ دَارُ ابْنِ مُقْلَةَ، وَسُلِّمَ هُوَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى فَضُرِبَ ضَرْبًا عَنِيفًا، وَأُخِذَ خَطُّهُ بِأَلْفِ أَلْفِ دِينَارٍ، ثُمَّ عَجَزَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عِيسَى فَعُزِلَ بَعْدَ خَمْسِينَ يَوْمًا وَقُلِّدَ الْوِزَارَةَ أَبُو جَعْفَرٍ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَرْخِيُّ، فَصَادَرَ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى بِمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَصَادَرَ أَخَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عِيسَى بِسَبْعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ، ثُمَّ عُزِلَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ وَنِصْفٍ، وَقُلِّدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الحسن (٢) ، ثُمَّ عُزِلَ بِأَبِي الْفَتْحِ الْفَضْلِ بْنِ جَعْفَرِ بن الفرات، وذلك فِي السَّنة الْآتِيَةِ.

وَأُحْرِقَتْ دَارُهُ كَمَا أُحْرِقَتْ دار ابن مقلة في يوم أحرقت تلك فيه، سنة بينهما وَاحِدَةٌ.

وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ تَخْبِيطِ الْأَتْرَاكِ وَالْغِلْمَانِ.

وَلَمَّا أُحْرِقَتْ دَارُ ابْنِ مُقْلَةَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَتَبَ بَعْضُ النَّاسِ عَلَى بَعْضِ جُدْرَانِهَا: أَحْسَنْتَ ظَنَّكَ بِالْأَيَّامِ إِذْ حَسُنَتْ * وَلَمْ تَخَفْ يوماً يَأْتِي بِهِ الْقَدَرُ وَسَالَمَتْكَ اللَّيَالِي فَاغْتَرَرْتَ بِهَا * وعند صفو الليالي يحدث الكدر وفيها ضعف أَمْرُ الْخِلَافَةِ جِدًّا، وَبَعَثَ الرَّاضِي إِلَى مُحَمَّدِ بن رائق - وكان بواسط - يدعوه إليه ليوليه إمرة الامراء بغداد، وأمر الخراج والمغل فِي جَمِيعِ الْبِلَادِ وَالدَّوَاوِينِ، وَأَمَرَ أَنْ يُخْطَبَ لَهُ عَلَى جَمِيعِ الْمَنَابِرِ، وَأَنْفَذَ إِلَيْهِ بِالْخِلَعِ.

فقدم ابن رائق بَغْدَادَ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، وَمَعَهُ الْأَمِيرُ بَجْكَمُ التُّرْكِيُّ غُلَامُ مَرْدَاوِيجَ، وَهُوَ الَّذِي سَاعَدَ عَلَى قتل مرداويج.

واستحوذ ابن رائق على أموال العراق بكماله، ونقل


(١) نسبة إلى حفظ البستان.
(٢) من الكامل ٨ / ٣٢٢ والفخري ص ٢٨١ وهو سليمان بن الحسن بن مخلد، وفي الاصل: الحسين.
قال الفخري: وفي أيامه استبد بالامور ابن رائق وولى النظار والعمال ورفعت المطالعات إليه..ولم يبق للوزير سوى الاسم من غير حكم ولا تدبير.
(ص ٢٨٢) (*) .

<<  <  ج: ص:  >  >>