للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيام تأمرني بأغوى خطة … سهم وتأمرني بها مخزوم

وأمد أسباب الردى ويقودني … أمر الغواة وأمرهم مشؤوم

فاليوم آمن بالنبي محمد … قلبي ومخطئ هذه محروم

مضت العداوة وانقضت أسبابها … ودعت أواصر بيننا وحلوم

فاغفر فدى لك والدي كلاهما … زللي فإنك راحم مرحوم

وعليك من علم المليك علامة … نور أغر وخاتم مختوم

أعطاك بعد محبة برهانه … شرفا وبرهان الاله عظيم

ولقد شهدت بأن دينك صادق … حق وأنك في المعاد جسيم

والله يشهد أن أحمد مصطفى … مستقبل في الصالحين كريم

قرم علا بنيانه من هاشم … فرع تمكن في الذرى وأروم

قال ابن هشام: وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها له.

قلت: كان عبد الله بن الزبعرى السهمي من أكبر أعداء الاسلام ومن الشعراء الذين استعملوا قواهم في هجاء المسلمين، ثم من الله عليه بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الاسلام والقيام بنصره والذب عنه.

[فصل]

قال ابن إسحاق: وكان جميع من شهد فتح مكة من المسلمين عشرة آلاف، من بني سليم سبعمائة ويقول بعضهم ألف، ومن بني غفار أربعمائة [ومن أسلم أربعمائة] (١) ومن مزينة ألف وثلاثة نفر، وسائرهم من قريش والأنصار وحلفائهم وطوائف العرب من تميم وقيس وأسد (٢). وقال عروة والزهري وموسى بن عقبة: كان المسلمون يوم الفتح الذين مع رسول الله اثنا عشر ألفا فالله أعلم. قال ابن إسحاق: وكان مما قيل من الشعر في يوم الفتح قول حسان بن ثابت (٣):

عفت ذات الأصابع فالجواء … إلى عذراء منزلها خلاء (٤)


(١) من ابن هشام.
(٢) ذكر الواقدي: سبعمائة من المهاجرين وأربعة آلاف من الأنصار ومزينة في ألف وأسلم أربعمائة ومن جهينة ثمانمائة ومن بني كعب بن عمرو خمسمائة، قال وكانوا: عشرة آلاف.
(٣) القصيدة في ديوانه باختلاف: بزيادة أبيات، وتغيير في ترتيب بعض الأبيات واختلاف في الألفاظ وسنلاحظ ذلك فيما سيأتي.
(٤) الأصابع والجواء والعذراء: مواضع بالشام. وبالجواء كان منزل الحارث بن أبي شمر الغساني.

<<  <  ج: ص:  >  >>