لا نعلم روى أبو خنيس إلا هذا الحديث بهذا الاسناد (١) … وقد رواه البيهقي عن الحسين بن بشران عن أبي بكر الشافعي: ثنا إسحاق بن الحسن الخرزي، أنا أبو رحاء، ثنا سعيد بن سلمة، حدثني أبو بكر بن عمرو بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة أنه سمع أبا خنيس الغفاري فذكره.
[حديث آخر عن عمر بن الخطاب في هذه القصة]
قال الحافظ أبو يعلى: ثنا ابن هشام - محمد بن يزيد الرفاعي -، ثنا ابن فضل، ثنا يزيد. وهو ابن أبي زياد - عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم عن أبيه عن جده عمر قال: كنا مع رسول الله ﷺ في غزاة فقلنا: يا رسول الله إن العدو قد حضر وهم شباع والناس جياع، فقالت الأنصار: ألا ننحر نواضحنا فنطعمها الناس؟ فقال رسول الله ﷺ: من كان معه فضل طعام فليجئ به، فجعل الرجل يجئ بالمد والصاع وأقل وأكثر، فكان جميع ما في الجيش بضعا وعشرين صاعا، فجلس النبي ﷺ إلى جنبه فدعا بالبركة، فقال النبي ﷺ خذوا ولا تنتهبوا، فجعل الرجل يأخذ في جرابه وفي غرارته، وأخذوا في أوعيتهم حتى أن الرجل ليربط كم قميصه فيملؤه، ففرغوا والطعام كما هو، ثم قال النبي ﷺ: أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يأتي بها عبد محق وقاه الله حر النار. ووراه أبو يعلى أيضا عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني عن جرير عن يزيد بن أبي زياد فذكره. وما قبله شاهد له بالصحة كما أنه متابع لما قبله. والله أعلم.
[حديث آخر عن سلمة بن الأكوع في ذلك]
قال الحافظ أبو يعلى: ثنا محمد بن بشار، ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي القاري، ثنا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: كنا مع رسول الله ﷺ في غزوة خيبر فأمرنا أن نجمع ما في أزوادنا - يعني من التمر - فبسط نطعا نشرنا عليه أزوادنا قال: فتمطيت فتطاولت فنظرت فحزرته كربضة شاة ونحن أربع عشرة مائة قال: فأكلنا ثم تطاولت فنظرت فحزرته كربضة شاة، وقال رسول الله ﷺ: هل من وضوء؟ قال: فجاء رجل بنقطة في إداوته، قال: فقبضها فجعلها في قدح، قال: فتوضأنا كلنا ندغفقها دغفقة ونحن أربع عشرة مائة قال فجاء أناس فقالوا: يا رسول الله ألا وضوء؟ فقال: قد فرغ الوضوء. وقد رواه مسلم عن أحمد بن يوسف السلمي، عن النضر بن محمد، عن عكرمة بن عمار، عن إياس، عن أبيه سلمة، وقال: فأكلنا حتى شبعنا ثم حشونا جربنا. وتقدم ما ذكره ابن إسحاق في حفر الخندق حيث قال: حدثني سعيد بن ميناء أنه قد حدث أن ابنة لبشير بن سعد - أخت النعمان بن بشير - قالت: دعتني أمي عمرة بنت رواحة فأعطتني جفنة من تمر في ثوبي ثم قالت: أي بنية، اذهبي إلى أبيك وخالك
(١) الجزء الأخير من الحديث أخرجه البخاري في كتاب العلم فتح الباري ١/ ١٥٦. ورواه البيهقي في الدلائل ٦/ ١٢٢.