للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواقدي: كانت العير ستين وكان من مع سعد كلهم من المهاجرين. قال أبو جعفر بن جرير (رح) وعند ابن إسحاق (رح) أن هذه السرايا الثلاث التي ذكرها الواقدي كلها في السنة الثانية من الهجرة من وقت التاريخ.

قلت: كلام ابن إسحاق ليس بصريح فيما قاله أبو جعفر (رح) لمن تأمله كما سنورده في أول كتاب المغازي في أول السنة الثانية من الهجرة وذلك تلوما نحن فيه إن شاء الله، ويحتمل أن يكون مراده أنها وقعت هذه السرايا في السنة الأولى، وسنزيدها بسطا وشرحا إذا انتهينا إليها إن شاء الله تعالى. والواقدي (رح) عنده زيادات حسنة، وتاريخ محرر غالبا فإنه من أئمة هذا الشأن الكبار وهو صدوق في نفسه مكثار كما بسطنا القول في عدالته وجرحه في كتابنا الموسوم بالتكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل ولله الحمد والمنة.

[فصل]

وممن ولد في هذه السنة المباركة - وهي الأولى من الهجرة - عبد الله بن الزبير فكان أول مولود ولد في الاسلام بعد الهجرة كما رواه البخاري عن أمه أسماء وخالته عائشة أم المؤمنين ابنتي الصديق ، ومن الناس من يقول ولد النعمان بن بشير قبله بستة أشهر، فعلى هذا يكون ابن الزبير أول مولود ولد بعد الهجرة من المهاجرين ومن الناس من يقول إنهما ولدا في السنة الثانية من الهجرة والظاهر الأول كما قدمنا بيانه ولله الحمد والمنة، وسنشير في آخر السنة الثانية إلى القول الثاني إن شاء الله تعالى.

قال ابن جرير: وقد قيل إن المختار بن أبي عبيد وزياد بن سمية ولدا في هذه السنة الأولى (١) فالله أعلم. وممن توفي في هذه السنة الأولى من الصحابة، كلثوم بن الهدم الأوسي الذي نزل رسول الله في مسكنه بقباء إلى حين ارتحل منها إلى دار بني النجار كما تقدم، وبعده - - فيها أبو أمامة أسعد بن زرارة نقيب بني النجار توفي ورسول الله يبني المسجد كما تقدم وأرضاهما.

قال ابن جرير: وفي هذه السنة - يعني الأولى من الهجرة - مات أبو أحيحة بما له بالطائف ومات الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي فيها بمكة. قلت: وهؤلاء ماتوا على شركهم لم يسلموا لله ﷿.


(١) من الطبري، وفي الأصل: السنة الثانية وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>