للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطرابلسي مدرس الحمصية، وفي الركب تقي الدين شيخ الشيوخ وعماد الدين بن الشيرازي، ونجم الدين الطرسوسي، وجمال الدين المرداوي، وصاحبه شمس الدين بن مفلح، والصدر المالكي والشرف ابن القيسراني، والشيخ خالد المقيم عند دار الطعم، وجمال الدين بن الشهاب محمود.

وفي ذي القعدة وصلت الاخبار بأن الجيش تسلموا من بلاد سيس سبع قلاع (١)، وحصل لهم خير كثير ولله الحمد، وفرح المسلمون بذلك. وفيه كانت وقعة هائلة بين التتار انتصر فيها الشيخ وذووه. وفيها (٢) نفى السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون الخليفة وأهله وذويه، وكانوا قريبا من مائة نفس إلى بلاد قوص، ورتب لهم هناك ما يقوم بمصالحهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وممن توفي فيها من الأعيان:

[الشيخ علاء الدين بن غانم]

أبو الحسن علي بن محمد بن سليمان بن حمائل بن علي المقدسي (٣) أحد كبار المشهورين بالفضائل وحسن الترسل، وكثرة الأدب والاشعار والمروءة التامة، مولده سنة إحدى وخمسين وستمائة، وسمع الحديث الكثير، وحفظ القرآن والتنبيه، وباشر الجهات، وقصده الناس في الأمور المهمات وكان كثير الاحسان إلى الخاص والعام. توفي مرجعه من الحج في منزلة تبوك يوم الخميس ثالث عشر المحرم، ودفن هناك ، ثم تبعه أخوه شهاب الدين أحمد في شهر رمضان، وكان أصغر منه سنا بسنة، وكان فاضلا أيضا بارعا كثير الدعابة.


(١) ذكر الخبر ابن حبيب في تذكرة النبيه ٢/ ٢٧٩ قال: " وتسلم المسلمون القلاع العامرة - شرقي نهر جيحان - وهي قلاع: إياس وكاورا وسوندكار والهارونية ونجيمة " وزاد عليها أبو الفداء في مختصره ٤/ ١١٨ .. والمصيصة وباناس والنقير ".
(٢) ذكر صاحب بدائع الزهور ١/ ١/ ٤٧٤ أن: " ذلك يوم السبت ثاني عشر ذي الحجة سنة ٧٣٨ هـ (انظر تذكرة النبيه ٢/ ٢٩٧ ومختصر أخبار البشر ٤/ ١٢٢) وقال صاحب البدائع: فهو أول خليفة نفي من مصر من غير جنحة ولا سبب، فشق ذلك على الناس ولم يستحسنوا منه هذه الفعلة.
وتابع قائلا -: وكان سبب ذلك أن الخليفة رفعت إليه قصة بأن شخصا له على الملك الناصر دعوة شرعية فكتب عليها الخليفة " ليحضر أو ليوكل " وأرسلها إلى الملك الناصر، فلما قرأها شق ذلك عليه، وبقي في خاطره منه، فتغافل عنه مدة ثم رسم بإخراجه إلى قوص - إحدى قرى الصعيد وذكر صاحب السلوك سببا آخر في ذلك انظر ٢/ ٤١٦ - ٤١٧.
(٣) في شذرات الذهب ٦/ ١١٤: المنشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>