طَرِيقٌ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ الْإِمَامُ أحمد: ثنا حسين، ثنا خلف عن أبي خبَّاب - وَهُوَ يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ - عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ جِذْعُ نَخْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ يُسْنِدُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَهْرَهُ إِلَيْهِ إِذَا كَانَ يَوْمُ جُمُعَةٍ أَوْ حَدَثَ أَمْرٌ يُرِيدُ أَنْ يكلِّم النَّاس، فَقَالُوا: أَلَا نَجْعَلُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَيْئًا كَقَدْرِ قِيَامِكَ؟ قَالَ: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَفْعَلُوا، فَصَنَعُوا لَهُ مِنْبَرًا ثلاث مراقي، قال: فجلس عليه، قال: فحار الْجِذْعُ كَمَا تَخُورُ الْبَقَرَةُ جَزَعًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْتَزَمَهُ وَمَسَحَهُ حَتَّى سَكَنَ.
تفرَّد بِهِ أَحْمَدُ.
الْحَدِيثُ السَّابع عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ عَبْدُ بْنُ حميد اللَّيثي: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ، حدَّثني أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّاس: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّه قَدْ كَثُرَ النَّاس - يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ - وَإِنَّهُمْ ليحبُّون أَنْ يَرَوْكَ، فَلَوِ اتَّخَذْتَ مِنْبَرًا تَقُومُ عَلَيْهِ لِيَرَاكَ النَّاس؟ قَالَ: نَعَمْ، مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أنا، قال: تجعله؟ قال: نعم، ولم يقل: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فَلَانٌ، قَالَ:
اقْعُدْ، فَقَعَدَ ثمَّ عَادَ فَقَالَ: مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا، قَالَ: تَجْعَلُهُ، قَالَ: نَعَمْ، ولم يقل: إن شاء الله، قال ما اسْمُكَ؟ قَالَ: فَلَانٌ، قَالَ: اقْعُدْ، فَقَعَدَ، ثمَّ عَادَ فَقَالَ: مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا، قَالَ: تَجْعَلُهُ، قال: نعم، ولم يقل: إن شاء الله، قَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فَلَانٌ، قَالَ اقْعُدْ فَقَعَدَ، ثمَّ عَادَ فَقَالَ: مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا، قَالَ تَجْعَلُهُ، قَالَ نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: اجْعَلْهُ، فلمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ اجْتَمَعَ النَّاس لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ فلمَّا صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فاستوى عليه فاستقبل النَّاس وحنَّت النَّخلة حَتَّى أَسْمَعَتْنِي وَأَنَا فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمِنْبَرِ فَاعْتَنَقَهَا، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى سَكَنَتْ ثمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ النَّخلة إِنَّمَا حنَّت شَوْقًا إِلَى رَسُولِ الله، لما فارقها فو الله لَمْ أَنْزِلْ إِلَيْهَا فَأَعْتَنِقْهَا لَمَا سَكَنَتْ إِلَى يوم القيامة.
وهذا إسناد عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَكِنْ فِي السِّياق غَرَابَةٌ.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى: ثَنَا مَسْرُوقُ بن المرزبان، ثنا زَكَرِيَّا، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ وَهُوَ جَبْرُ بْنُ نَوْفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَقُومُ إلى خشبة يتوكأ عليها يخطب كل جمة حَتَّى أَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الرُّوم فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ جَعَلْتُ لَكَ شَيْئًا إِذَا قَعَدْتَ عَلَيْهِ كُنْتَ كَأَنَّكَ قَائِمٌ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَجَعَلَ لَهُ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا جَلَسَ عَلَيْهِ حنَّت الْخَشَبَةُ حَنِينَ النَّاقة عَلَى وَلَدِهَا، حتَّى نَزَلَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute