للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته … والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم … هذا التقي النقي الطاهر العلم

يكاد يمسكه عرفان راحته … ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

إذا رأته قريش قال قائلها … إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

يغضي حياء ويغضى من مهابته … فما يكلم إلا حين يبتسم

في كفه خيزران رحيها عبق … بكف أورع في عرنينه شمم

مشتقة من رسول الله نسبته (١) … طابت عناصره (٢) والخيم والشيم

لا يستطيع جواد بعد غايته (٣) … ولا يدانيه قوم إن هموا كرموا

من يعرف الله يعرف أولية ذا … فالدين من بيت هذا ناله أمم

أي العشائر هم ليست رقابهم … لأولية هذا أوله نعم

هكذا أوردها الطبراني في ترجمة الحسين في معجمه الكبير وهو غريب، فإن المشهور أنها من قيل الفرزدق في علي بن الحسين لا في أبيه، وهو أشبه فإن الفرزدق لم ير الحسين إلا وهو مقبل إلى الحج والحسين ذاهب إلى العراق، فسأل الحسين الفرزدق عن الناس فذكر له ما تقدم، ثم إن الحسين قتل بعد مفارقته له بأيام يسيرة، فمتى رآه يطوف بالبيت والله أعلم، وروى هشام عن عوانة قال: قال عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد: أين الكتاب الذي كتبته إليك في قتل الحسين؟ فقال: مضيت لأمرك وضاع الكتاب، فقال له ابن زياد: لتجيئن به، قال: ضاع، قال: والله لتجيئن به، قال: ترك والله يقرأ على عجائز قريش أعتذر إليهن بالمدينة، أما والله لقد نصحتك في حسين نصيحة لو نصحتها إلى سعد بن أبي وقاص لكنت قد أديت حقه، فقال عثمان بن زياد أخو عبيد الله، صدق عمر والله. ولوددت والله أنه ليس من بني ياد رجل إلا وفي أنفه خزامة (٤) إلى يوم القيامة وأن حسينا لم يقتل، قال: فوالله ما أنكر ذلك عليه عبيد الله بن زياد.

فصل في شئ من أشعاره التي رويت عنه

فمن ذلك ما أنشده أبو بكر بن كامل عن عبد الله بن إبراهيم وذكر أنه للحسين بن علي بن أبي طالب :


(١) في الديوان: نبعته.
(٢) في الديوان: مغارسه.
(٣) في الديوان: جودهم.
(٤) الخزامة: الحلقة توضع في أنف البعير.

<<  <  ج: ص:  >  >>