للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب (١) فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا به عليك وقد بعث لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد فقال ذلك فما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (٢) فقال النبي " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا … ورواه مسلم من حديث ابن وهب به (٣).

[فصل]

ثم الملائكة بالنسبة إلى ما هيأهم الله له أقسام … فمنهم حملة العرش كما تقدم ذكرهم ومنهم الكروبيون الذين هم حول العرش وهم أشرف الملائكة مع حملة العرش. وهم الملائكة المقربون كما قال تعالى (لن يستنكف المسيح أن يكون عبد الله ولا الملائكة المقربون) (٤) … ومنهم جبريل وميكائيل . وقد ذكر الله عنهم أنهم يستغفرون للمؤمنين بظهر الغيب كما قال تعالى: (ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم. ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم. إنك أنت العزيز الحكيم. وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته. وذلك هو الفوز العظيم) (٥).

ولما كانت سجاياهم هذه السجية الطاهرة كانوا يحبون من اتصف بهذه الصفة فثبت في الحديث عن الصادق المصدوق أنه قال " إذا دعا العبد لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك بمثل " (٦).


(١) قرن الثعالب: هو قرن المنازل - وهو ميقات أهل نجد، وهو على مرحلتين من مكة، والقرن أصله كل جبل
صغير ينقطع من جبل كبير.
(٢) الأخشبان: جبلا مكة: أبو قبيس والجبل الذي يقابله.
(٣) في (٣٢) كتاب الجهاد والسير - ٣٩ باب ما لقي النبي من أذى المشركين ح ١١١ - ١٧٩٥ ص ٣/ ٤٢٠
والبخاري رقم/ ١٥٢٥ -
(٤) سورة النساء الآية ١٧٢.
(٥) سورة غافر الآية ٧.
(٦) رواه الترمذي في صحيحه في بر/ ٥٠.
وأبو داود كتاب الصلاة - باب الدعاء بظهر الغيب ج ١٥٣٤، ج ٢/ ٨٩. وابن ماجة في المناسك (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>