للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم! أعهد إليك يا أمير المؤمنين أن تنظر لنفسك ورعيتك وتعمل صالحا فإنك قد تقلدت عظيما، خلافة الله في خلقه، فاتق الله فإن لك غاية لا تعدوها، ومن ورائك طالب حثيث وأوشك أن يبلغ المدى فيلحق الطالب، فتصير إلى من يسألك عما كنت فيه، وهو أعلم به منك، وإنما هي محاسبة وتوقيف، فلا تؤثرن على رضا الله شيئا. ثم ولى معاوية في آخر هذه السنة البصرة لعبد الله بن عامر، وذلك أن معاوية أراد أن يوليها لعتبة بن أبي سفيان فقال له ابن عامر: إن لي بها أموالا وودائع، وإن لم تولينها هلكت، فولاه إياها وأجابه إلى سؤاله في ذلك. قال أبو معشر: وحج بالناس في هذه السنة عتبة بن أبي سفيان، وقال الواقدي: إنما حج بهم عنبسة بن أبي سفيان فالله أعلم.

[من أعيان من توفي هذا العام]

رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان شهد العقبة وبدرا وما بعد ذلك.

[ركانة بن عبد العزيز]

ابن هشام بن عبد المطلب القرشي، وهو الذي صارعه النبي فصرعه، وكان هذا من أشد الرجال، وكان غلب رسول الله له من المعجزات كما قدمنا في دلائل النبوة، أسلم عام الفتح، وقيل قبل ذلك بمكة فالله أعلم.

[صفوان بن أمية]

ابن خلف بن وهب بن حذافة بن (١) وهب القرشي، أحد الرؤساء تقدم أنه هرب من رسول الله عام الفتح، ثم جاء فأسلم وحسن إسلامه، وكان الذي استأمن له عمير بن وهب الجمحي. وكان صاحبه وصديقه في الجاهلية كما تقدم، وقدم به في وقت صلاة العصر فاستأمن له فأمنه رسول الله أربعة أشهر، واستعار منه أدرعا وسلاحا ومالا. وحضر صفوان حنينا مشركا، ثم أسلم ودخل الايمان قلبه، فكان من سادات المسلمين كما كان من سادات الجاهلية. قال الواقدي: ثم لم يزل مقيما بمكة حتى توفي بها في أول خلافة معاوية (٢).

[عثمان بن طلحة]

ابن أبي طلحة بن عبد العزى بن عبد الدار العبدري الحجبي، أسلم هو وخالد بن الوليد


(١) في الإصابة ٢/ ١٨٧: ابن جمح أبو وهب جمحي. وكذلك في الاستيعاب ٢/ ١٨٣ هامش الإصابة.
(٢) في الاستيعاب: مات سنة اثنتين وأربعين وهو ما قاله ابن الأثير في الكامل، ٣/ ٤٢٤، وقال في الإصابة: مات
بمكة في آخر خلافة عثمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>