للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن الحسن العوفي، عن ابن عباس. أنه قال، إذا رميتم الجمرة فقد حللتم من كل شئ كان عليكم حراما إلا النساء حتى تطوفوا بالبيت. فقال رجل: والطيب يا أبا العباس فقال له: إني رأيت رسول الله يضمخ رأسه بالمسك أفطيب هو أم لا؟ وقال محمد بن إسحاق: حدثني أبو عبيدة، عن عبد الله بن زمعة، عن أبيه وأمه زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة قالت: كانت الليلة التي يدور فيها رسول الله ليلة النحر فكان رسول الله عندي فدخل وهب بن زمعة، ورجل من آل أبي أمية متقمصين. فقال لهما رسول الله : أفضتما؟ قالا: لا. قال: فانزعا قميصيكما فنزعاهما. فقال له وهب: ولم يا رسول الله؟ فقال: هذا يوم أرخص لكم فيه إذا رميتم الجمرة ونحرتم هديا إن كان لكم فقد حللتم من كل شئ حرمتم منه إلا النساء حتى تطوفوا بالبيت فإذا رميتم ولم تفيضوا صرتم حرما كما كنتم أول مرة حتى تطوفوا بالبيت. وهكذا رواه أبو داود: عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين كلاهما عن ابن أبي عدي عن ابن إسحاق فذكره. وأخرجه البيهقي: عن الحاكم عن أبي بكر بن أبي إسحاق، عن أبي المثنى العنبري، عن يحيى بن معين وزاد في آخره. قال أبو عبيدة: وحدثتني أم قيس بنت محصن. قالت: خرج من عندي عكاشة بن محصن في نفر من بني أسد متقمصين، عشية يوم النحر ثم رجعوا إلينا عشيا وقمصهم على أيديهم يحملونها فسألتهم فأخبروها بمثل ما قال رسول الله لوهب بن زمعة وصاحبه وهذا الحديث غريب جدا. لا أعلم أحدا من العلماء قال به.

[ذكر إفاضته إلى البيت العتيق]

قال جابر: ثم ركب رسول الله [فأفاض] (١) إلى البيت فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب وهم يسقون على زمزم. فقال: أنزعوا بني عبد المطلب فلولا أن تغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم، فناولوه دلوا فشرب منه. رواه مسلم ففي هذا السياق ما يدل على أنه ركب إلى مكة قبل الزوال فطاف بالبيت ثم لما فرغ صلى الظهر هناك. وقال مسلم أيضا: أخبرنا محمد بن نافع، أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. أن رسول الله أفاض يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى. وهذا الخلاف حديث جابر وكلاهما عند مسلم، فإن عللنا بهما أمكن أن يقال إنه صلى الظهر بمكة ثم رجع إلى منى فوجد الناس ينتظرونه فصلى بهم والله أعلم. ورجوعه إلى منى في وقت الظهر ممكن لان ذلك الوقت كان صيفا والنهار طويل وإن كان قد صدر منه أفعال كثيرة في صدر هذا النهار فإنه دفع فيه من المزدلفة بعدما أسفر الفجر جدا ولكنه قبل طلوع الشمس، ثم قدم منى فبدأ يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات. ثم جاء فنحر بيده ثلاثا وستين بدنة ونحر على بقية المائة، ثم أخذت


(١) من صحيح مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>