للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون) [الانعام: ١٣٦] [وقال تعالى]: (وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون) [الانعام: ١٣٨]. [وقال تعالى]. (وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم أنه حكيم عليم. قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين) [الانعام: ١٣٩ - ١٤٠] (١).

وقال البخاري في صحيحه (٢).

[باب جهل العرب]

حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر (٣) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس [] قال إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة في سورة الأنعام (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين) وقد ذكرنا تفسير هذه الآية وما كانوا ابتدعوه من الشرائع الباطلة الفاسدة التي ظنها كبيرهم عمرو بن لحي قبحه الله مصلحة ورحمة بالدواب والبهائم وهو كاذب مفتر في ذلك ومع هذا الجهل والضلال اتبعه هؤلاء الجهلة الطغام فيه بل قد تابعوه فيما هو أطم من ذلك وأعظم بكثير وهو عبادة الأوثان مع الله ﷿ وبدلوا ما كان الله بعث به إبراهيم خليله من الدين القويم والصراط المستقيم من توحيد عبادة الله وحده لا شريك له وتحريم الشرك وغيروا شعائر الحج ومعالم الدين بغير علم ولا برهان ولا دليل صحيح ولا ضعيف واتبعوا في ذلك من كان قبلهم من الأمم المشركين وشابهوا قوم نوح وكانوا أول من أشرك بالله وعبد الأصنام ولهذا بعث الله إليهم نوحا وكان أول رسول بعث ينهى عن عبادة الأصنام كما تقدم بيانه في قصة نوح (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن


(١) وأنعام حرمت ظهورها أي ما يسيبونه لآلهتهم. وقال مجاهد: المراد البحيرة والوصيلة والحام. فالبحيرة: الناقة.
التي انتجبت خمسة أبطن وكان آخرها ذكرا بحروا أذنها واعفوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح.
الوصيلة: الناقة التي وصلت بين عشرة أبطن ومن الشاه التي وصلت سبعة أبطن.
والحامي: الفحل من الإبل يضرب الضراب المعدود قبل عشرة أبطن فإذا بلغ ذلك قالوا: هذا حام، أي حمى
ظهره فيترك.
(٢) كتاب بدء الخلق - باب قصة زمزم وجهل العرب ج ٤/ ١٦٠ - ١٦١.
(٣) أبو النعمان هو محمد بن الفضل عارم. وأبو عوانة اسمه الوضاح بن عبد الله اليشكري وأبو بشر: واسمه جعفر بن أبي وحشية.

<<  <  ج: ص:  >  >>