للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والباغندي وغيرهم، وله كتاب في التاريخ وغيره من المصنفات، وقد وثقه صالح بن محمد جزرة وغيره، وكذبه عبد الله بن الإمام أحمد وقال: وهو كذاب بين الامر، وتعجب ممن يروي عنه. توفي في ربيع الأول منها.

محمد بن طاهر بن عبد الله بن الحسن بن مصعب من بيت الامارة والحشمة، باشر نيابة العراق مدة ثم خراسان ثم ظفر به يعقوب بن الليث في سنة ثمان وخمسين فأسره وبقي معه يطوف به الآفاق أربع سنين، ثم تخلص منه في بعض الوقعات ونجا بنفسه، ولم يزل مقيما ببغداد إلى أن توفي هذه السنة.

[موسى بن إسحاق]

ابن موسى بن عبد الله أبو بكر الأنصاري الخطمي (١)، مولده سنة عشر ومائتين، سمع أباه وأحمد بن حنبل وعلي بن الجعد وغيرهم، وحدث عنه الناس وهو شاب وقرأوا عليه القرآن، وكان ينتحل مذهب الشافعي، وولي قضاء الأهواز، وكان ثقة فاضلا عفيفا فصيحا كثير الحديث. توفي في المحرم منها.

[يوسف بن يعقوب]

ابن إسماعيل بن حماد بن زيد والد القاضي أبي عمر، وهو الذي قتل الحلاج (٢)، كان يوسف هذا من أكابر العلماء وأعيانهم، ولد سنة ثمان ومائتين، وسمع سليمان بن حرب وعمرو بن مرزوق وهدبة ومسددا، وكان ثقة، ولي قضاء البصرة وواسط والجانب الشرقي من بغداد، وكان عفيفا شديد الحرمة نزها، جاءه يوما بعض خدم الخليفة المعتضد فترفع في المجلس على خصمه فأمره حاجب القاضي أن يساوي خصمه فامتنع إدلالا بجاهه عند الخليفة، فزبره القاضي وقال: أئتوني بدلال النخس حتى أبيع هذا العبد وأبعث بثمنه إلى الخليفة، وجاء حاجب القاضي فأخذه بيده وأجلسه مع خصمه، فلما انقضت الحكومة رجع الخادم إلى المعتضد فبكى بين يديه فقال له: ما لك؟ فأخبره بالخبر، وما أراد القاضي من بيعه، فقال: والله لو باعك لأجزت بيعه ولما استرجعتك أبدا، فليس خصوصيتك عندي تزيل مرتبة الشرع فإنه عمود السلطان وقوام الأديان، كانت وفاته في رمضان منها.


(١) الخطمي: نسبة إلى بني خطمة بطن من الأنصار.
(٢) وهو الحسين بن منصور ويكنى أبا الغيث أصله مجوسي من أهل فارس ونشأ بواسط وقيل بتستر وتتلمذ لسهل التستري الصوفي اختلفت آراء الناس واعتقاداتهم فيه وظهر منه تخليط واستغوى العامة بمخاريق كان يعتمدها قتل سنة ٣٠٩ وأحرقت جثته (انظر الفخري ص ٢٦٠ - ٢٦١)

<<  <  ج: ص:  >  >>