للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رواية جابر في ذلك]

قال الإمام أحمد: حدثنا مصعب بن سلام سمعته من أبي مرتين، ثنا الأجلح، عن الذيال بن حرملة، عن جابر بن عبد الله قال: أقبلنا مع رسول الله من سفر حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النجار، إذا فيه جمل ولا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه قال: فذكروا ذلك لرسول الله فجاء حتى أتى الحائط فدعا البعير فجاء واضعا مشفره إلى الأرض حتى برك بين يديه، قال: فقال رسول الله : هاتوا خطاما، فخطمه ودفعه إلى صاحبه، قال: ثم التفت إلى الناس فقال: إنه ليس شئ بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله إلا عاصي الجن والإنس (١). تفرد به الإمام أحمد، وسيأتي عن جابر من وجه آخر بسياق آخر إن شاء الله وبه الثقة.

[رواية ابن عباس]

قال الحافظ أبو القاسم الطبراني: ثنا بشر بن موسى، ثنا يزيد بن مهران أخو خالد الجيار، ثنا أبو بكر بن عياش عن الأجلح عن الذيال بن حرملة عن ابن عباس قال: جاء قوم إلى رسول الله فقالوا: يا رسول الله إن لنا بعيرا قد ند (٢) في حائط، فجاء إليه رسول الله فقال: تعال، فجاء مطأطئا رأسه حتى خطمه وأعطاه أصحابه، فقال له أبو بكر الصديق: يا رسول الله، كأنه علم أنك نبي، فقال رسول الله : ما بين لابتيها أحد إلا يعلم أني نبي الله إلا كفرة الجن والإنس. وهذا من هذا الوجه عن ابن عباس غريب جدا، والأشبه رواية الإمام أحمد عن جابر، اللهم إلا أن يكون الأجلح قد رواه عن الذيال عن جابر عن ابن عباس والله أعلم.

[طريق أخرى عن ابن عباس]

قال الحافظ أبو القاسم الطبراني: ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا أبو عون الزيادي، ثنا أبو عزة الدباغ (٣)، عن أبي يزيد المديني، عن عكرمة عن ابن عباس: أن رجلا من الأنصار كان له فحلان فاغتلما فأدخلهما حائطا فسد عليهما الباب، ثم جاء إلى رسول الله فأراد أن يدعو له، والنبي قاعد معه نفر من الأنصار، فقال: يا نبي الله إني جئت في حاجة، فإن فحلين لي اغتلما، وإني أدخلتهما حائطا وسددت عليهما الباب، فأحب أن تدعو لي أن يسخرهما


(١) مسند الإمام أحمد ج ٣/ ٣١٠.
(٢) في رواية البيهقي ٦/ ٣٠: قطن أي أقام. والحديث رواه أبو نعيم في الدلائل (٣٢٥) عن الذيال عن جابر. ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى ٢/ ٥٦ وعزاه للبيهقي ولأبي نعيم وللطبراني وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/ ٤ وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف ..
(٣) أبو عزة الدباغ وثقه ابن حبان واسمه الحكم بن طهمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>