للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله بغدائهما قالت: فأخذتها فانطلقت بها فمررت برسول الله وأنا التمس أبي وخالي، فقال: تعالي يا بنية، ما هذا معك؟ قالت: قلت يا رسول الله هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد وخالي عبد الله بن رواحة يتغديانه فقال: هاتيه، قالت: فصببته في كفي رسول الله فما ملأتهما ثم أمر بثوب فبسط له ثم دعا بالتمر فنبذ فوق الثوب، ثم قال لانسان عنده: أصرخ في أهل الخندق أن هلم إلى الغداء، فاجتمع أهل الخندق عليه، فجعلوا يأكلون منه وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه وإنه ليسقط من أطراف الثوب.

[قصة جابر ودين أبيه وتكثيره التمر]

قال البخاري في دلائل النبوة: حدثنا أبو نعيم، ثنا زكريا، حدثني عامر، حدثني جابر أن أباه توفي وعليه دين فأتيت النبي فقلت، إن أبي ترك عليه دينا وليس عندي إلا ما يخرج نخله، ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه، فانطلق معي لكيلا يفحش علي الغرماء، فمشى حول بيدر من بيادر التمر، فدعا ثم آخر، ثم جلس عليه فقال: انزعوا فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم (١). هكذا رواه هنا مختصرا. وقد أسنده من طرق عن عامر بن شراحيل الشعبي عن جابر. وهذا الحديث قد روي من طرق متعددة عن جابر بألفاظ كثيرة، وحاصلها أنه ببركة رسول الله ودعائه له ومشيه في حائطه وجلوسه على تمره وفي الله دين أبيه، وكان قد قتل بأحد، وجابر كان لا يرجو وفاءه في ذلك العام ولا ما بعده، ومع هذا فضل له من التمر أكثر فوق ما كان يؤمله ويرجوه ولله الحمد والمنة.

[قصة سلمان]

في تكثيره القطعة من الذهب لوفاء دينه في مكاتبته.

قال الإمام أحمد: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني يزيد بن أبي حبيب -[عن] (٢) رجل من عبد القيس، عن سلمان قال: لما قلت: وأين تقع هذه من الذي علي يا رسول الله؟ أخذها رسول الله فقلبها على لسانه ثم قال: خذها فأوفهم منها، فأخذتها فأوفيتهم منها حقهم أربعين أوقية (٣).


(١) أخرجه البخاري في علامات النبوة - المناقب فتح الباري ح ٣٥٨٠. ورواه في الجهاد، وفي المغازي والنكاح والأشربة. وأخرجه في البيوع عن عبدان، عن جرير، وفي الاستقراض عن أبي عوانة عن مغيرة. وفي المغازي عن عبيد الله بن موسى. وأخرج ابن سعد في الطبقات ج ٣/ ٥٦٣ عن جابر بنحوه. وأبو نعيم في الدلائل ص ١٥٦ عنه أطول منه.
(٢) من المسند ٥/ ٤٤٤.
(٣) الخبر رواه أحمد في مسنده ٥/ ٤٤٤ وابن هشام في السيرة ١/ ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>