للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَا بَنِي أُمَيَّةَ إِيَّاكُمْ وَالْغِنَاءَ فَإِنَّهُ يُنْقِصُ الْحَيَاءَ وَيَزِيدُ فِي الشَّهْوَةِ وَيَهْدِمُ الْمُرُوءَةَ، وَإِنَّهُ لَيَنُوبُ عَنِ الْخَمْرِ وَيَفْعَلَ مَا يَفْعَلُ الْمُسْكِرُ، فَإِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ فَاعِلِينَ فَجَنِّبُوهُ النِّسَاءَ فإنه داعية الزنا.

وقال ابن عبد الحكيم عَنِ الشَّافِعِيِّ: لَمَّا وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ النَّاقِصُ دَعَا النَّاس إِلَى الْقَدَرِ وَحَمَلَهُمْ عليه وقرب غيلان.

قاله ابن عساكر.

قال: وَلَعَلَّهُ قَرَّبَ أَصْحَابَ غَيْلَانَ، لِأَنَّ غَيْلَانَ قَتَلَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ: آخِرُ مَا تكلَّم بِهِ يَزِيدُ بْنُ الوليد الناقص واحزناه واشقاآه.

وَكَانَ نَقْشُ خَاتَمِهِ الْعَظَمَةُ لِلَّهِ.

وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِالْخَضْرَاءِ (١) مِنْ طَاعُونٍ أَصَابَهُ، وَذَلِكَ يَوْمَ السَّبْتِ لسبع مضين من ذي الحجة، وَقِيلَ يَوْمَ الْأَضْحَى مِنْهُ، وَقِيلَ بَعْدَهُ بِأَيَّامٍ، وَقِيلَ لِعَشْرٍ بَقَيْنَ مِنْهُ، وَقِيلَ فِي سَلْخِهِ، وَقِيلَ فِي سَلْخِ ذِي الْقِعْدَةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ.

وَأَكْثَرُ مَا قِيلَ فِي عُمْرِهِ سِتٌّ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، وَقِيلَ ثَلَاثُونَ سَنَةً، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَكَانَتْ مُدَّةُ وِلَايَتِهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ عَلَى الأَشْهَر، وَقِيلَ خَمْسَةُ أَشْهُرٍ وَأَيَّامٌ (٢) .

وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَهُوَ ولي العهد مِنْ بَعْدِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ.

وَذَكَرَ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ أَنَّهُ دُفِنَ بَيْنَ بَابِ الْجَابِيَةِ وَبَابِ الصَّغِيرِ، وَقِيلَ إِنَّهُ دُفِنَ بِبَابِ الْفَرَادِيسِ، وَكَانَ أَسْمَرَ نَحِيفًا حَسَنَ الْجِسْمِ حَسَنَ الوجه.

وقال علي بن محمد المديني: كَانَ يَزِيدُ أَسْمَرَ طَوِيلًا صَغِيرَ الرَّأْسِ بِوَجْهِهِ خَالٌ، وَكَانَ جَمِيلًا، فِي فَمِهِ بَعْضُ السِّعَةِ وليس بالمفرط.

وحج بالناس فيها عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وَهُوَ نَائِبُ الْحِجَازِ، وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ نَائِبُ الْعِرَاقِ، وَنَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ عَلَى نِيَابَةِ خُرَاسَانَ، والله سبحانه أَعْلَمُ.

وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ ابن أَسَدِ بْنِ كُرْزِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْقَرِيٍّ، أَبُو الْهَيْثَمِ الْبَجَلِيُّ الْقَسْرِيُّ الدَّمَشْقِيُّ، أَمِيرُ مَكَّةَ والحجاز للوليد ثم لسليمان، وأمير العراقين لهشام خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً.

قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَتْ دَارُهُ بِدِمَشْقَ فِي مُرَبَّعَةِ الْقَزِّ وَتُعْرَفُ الْيَوْمَ بدار الشريف اليزيدي، وإليه ينسب الحمام الذي داخل باب توما، رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا أَسَدُ (٣) أَتُحِبُّ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ! قَالَ: فَأَحِبَّ لِلْمُسْلِمِينَ مَا تُحِبَّ لِنَفْسِكَ ".

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ هيثم عن سيار من أَبِي

الْحَكَمِ أَنَّهُ سَمِعَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ ذَلِكَ.

وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَوْسَطَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي حبيب، وحميد الطويل.

وروي أَنَّهُ رَوَى عَنْ جَدُّهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَكْفِيرِ الْمَرَضِ الذُّنُوبَ.

وَكَانَتْ أَمُّهُ نَصْرَانِيَّةً، وَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عياش في الأشراف، فيمن أمه نصرانية.

وقال


(١) في مروج الذهب ٣ / ٢٦٨ وابن الاعثم ٨ / ١٤١: بدمشق.
(٢) في مدة ولايته ومقدار عمره عندما توفي اختلاف انظر الطبري ٩ / ٤٦، ابن الاثير ٥ / ٣١٠ مروج الذهب ٣ / ٢٦٨ ابن الاعثم ٨ / ١٤١ الامامة والسياسة ٢ / ١٣٦ الفخري ص ١٣٦ المعارف ص ١٦٠ الاخبار الطوال ص ٣٥٠.
(٣) في ابن عساكر ٥ / ٦٧: يا يزيد بن أسد.
(انظر المعارف ص ١٧٥) .
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>