للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حديث آخر عن أبي هريرة في ذلك]

قال جعفر بن محمد الفريابي: ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن أنيس بن أبي يحيى، عن إسحاق بن سالم، عن أبي هريرة قال: خرج علي رسول الله فقال: أدع لي أصحابك من أصحاب الصفة، فجعلت أنبههم رجلا رجلا فجمعتهم فجئنا باب رسول الله فاستأذنا فأذن لنا، قال أبو هريرة: فوضعت بين أيدينا صحفة أظن أن فيها قدر مد من شعير، قال: فوضع رسول الله عليها يده وقال: كلوا بسم الله، قال: فأكلنا ما شئنا ثم رفعنا أيدينا، فقال رسول الله حين وضعت الصحفة: والذي نفسي بيده ما أمسى في آل محمد طعام ليس ترونه، قيل لأبي هريرة: قدر كم كانت حين فرغتم منها؟ قال: مثلها حين وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع. وهذه قصة غير قصة أهل الصفة المتقدمة في شربهم اللبن كما قدمنا.

[حديث آخر عن أبي أيوب في ذلك]

قال جعفر الفريابي: ثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، ثنا عبد الأعلى، عن سعيد الجريري، عن أبي الورد عن أبي محمد الحضرمي عن أبي أيوب الأنصاري قال: صنعت لرسول الله ولأبي بكر طعاما قدر ما يكفيهما فأتيتهما به، فقال رسول الله : اذهب فادع لي ثلاثين من أشراف الأنصار، قال: فشق ذلك علي، ما عندي شئ أزيده. قال: فكأني تثاقلت (١)، فقال: اذهب فادع لي ثلاثين من أشراف الأنصار، فدعوتهم فجاؤوا فقال: اطعموا، فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله ثم بايعوه قبل أن يخرجوا ثم قال: اذهب فادع لي ستين من أشراف الأنصار، قال أبو أيوب: فوالله لأنا بالستين أجود مني بالثلاثين، قال: فدعوتهم، فقال رسول الله تربعوا فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله وبايعوه قبل أن يخرجوا، قال: فاذهب فادع لي تسعين من الأنصار، قال: فلانا أجود بالتسعين والستين مني بالثلاثين، قال: فدعوتهم فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله وبايعوه قبل أن يخرجوا، قال: فأكل من طعامي ذلك مائة وثمانون رجلا كلهم من الأنصار (٢). وهذا حديث غريب جدا إسنادا ومتنا. وقد رواه البيهقي من حديث محمد بن أبي بكر المقدمي عن عبد الأعلى به.

[قصة أخرى في تكثير الطعام في بيت فاطمة]

قال الحافظ أبو يعلى: ثنا سهل بن الحنظلية، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني ابن لهيعة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر أن رسول الله أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه،


(١) في رواية البيهقي: تغافلت.
(٢) رواه البيهقي في الدلائل ج ٦/ ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>