للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ اسْتَفَاضَ فِي الْوَرَى عَدَلُ عُمَرَ * تَابَعَ أَمْرَ رَبِّهِ كَمَا أَمَرْ وَكَانَ يُدْعَى بِأَشَجِّ الْقَوْمِ * وَذِي الصَّلَاةِ وَالتُّقَى وَالصَّوْمِ فَجَاءَ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ * وَكَفَّ أَهْلَ الظُّلْمِ وَالطُّغْيَانِ مُقْتَدِيًا بِسُنَّةِ الرَّسُولِ * وَالرَّاشِدِينَ مِنْ ذَوِي الْعُقُولِ فَجُرِّعَ الْإِسْلَامُ كَأْسَ فَقْدِهِ * وَلَمْ يَرَوْا مِثْلًا لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ثُمَّ يَزِيدُ بَعْدَهُ هِشَامُ * ثُمَّ الْوَلِيدُ فُتَّ مِنْهُ الْهَامُ ثُمَّ يَزِيدُ وَهْوَ يُدْعَى النَّاقِصَا * فَجَاءَهُ حِمَامُهُ مُعَافِصَا وَلَمْ تَطُلْ مُدَّةُ إِبْرَاهِيمَا * وَكَانَ كُلُّ أَمْرِهِ سَقِيمَا وَأَسنَدَ الْمُلْكَ إِلَى مَرْوَانَا * فَكَانَ مِنْ أُمُورِهِ مَا كَانَا وَانْقَرَضَ الْمُلْكُ عَلَى يَدَيْهِ * وَحَادِثُ الدَّهْرِ سَطَا عَلَيْهِ

وَقَتْلُهُ قَدْ كَانَ بِالصَّعِيدِ * وَلَمْ تُفِدْهُ كَثْرَةُ الْعَدِيدِ وَكَانَ فِيهِ حَتْفُ آلِ الْحَكَمِ * وَاسْتُنْزِعَتْ عَنْهُمْ ضُرُوبُ النِّعَمِ ثُمَّ أَتَى مُلْكُ بَنِي الْعَبَّاسِ * لَا زَالَ فِينَا ثَابِتَ الْأَسَاسِ وَجَاءَتِ الْبَيْعَةُ مِنْ أَرْضِ الْعَجَمْ * وَقَلَّدَتْ بَيْعَتَهُمْ كُلُّ الْأُمَمْ وَكُلُّ مَنْ نَازَعَهُمْ مِنْ أممٍ * خَرَّ صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَالْفَمِ وَقَدْ ذَكَرْتُ مَنْ تَوَلَّى مِنْهُمُ * حِينَ تَوَلَّى الْقَائِمُ الْمُسْتَعْصِمُ أَوَّلُهُمْ ينعت بالسفاح * وبعده المنصور ذو الجناح ثُمَّ أَتَى مِنْ بَعْدِهِ الْمَهْدِيُّ * يَتْلُوهُ مُوسَى الْهَادِيَ الصَّفِيُّ وَجَاءَ هَارُونُ الرَّشِيدُ بَعْدَهُ * ثُمَّ الْأَمِينُ حِينَ ذَاقَ فَقْدَهُ وَقَامَ بَعْدَ قَتْلِهِ الْمَأْمُونُ * وَبَعْدَهُ الْمُعْتَصِمُ الْمَكِينُ وَاسْتُخْلِفَ الْوَاثِقُ بَعْدَ الْمُعْتَصِمْ * ثُمَّ أَخُوهُ جَعْفَرٌ مُوفِي الذِّمَمْ وَأَخْلَصَ النية في المتوكل * لِلَّهِ ذِي الْعَرْشِ الْقَدِيمِ الْأَوَّلِ فَأَدْحَضَ الْبِدْعَةَ فِي زَمَانِهِ * وَقَامَتِ السُّنَّةُ فِي أَوَانِهِ وَلَمْ يبق فيها بدعة مضلةٌ * وألبس المعتزلي ثوب ذِلَّهْ فَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَبَدَا * مَا غَارَ نجمٌ في السماء أو بدا وَبَعْدَهُ اسْتَوْلَى وَقَامَ الْمُعْتَمِدْ * وَمَهَّدَ الْمُلْكَ وَسَاسَ المقتصد وَعِنْدَمَا اسْتُشْهِدَ قَامَ الْمُنْتَصِرْ * وَالْمُسْتَعِينُ بَعْدَهُ كَمَا ذكر وجاء بعد موته المعتز * والمهتدي الملتزم الأعز والمكتفي في صحف العلا أسطر * وبعده ساس الأمور المقتدر واستوثق الْمُلْكُ بِعِزِّ الْقَاهِرِ * وَبَعْدَهُ الرَّاضِي أَخُو الْمُفَاخِرِ والمتقي من بعد ذا المستكفي * ثُمَّ الْمُطِيعُ مَا بِهِ مِنْ خُلْفِ

<<  <  ج: ص:  >  >>