وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: عَنِ ابن عقيل أن السلطان ملك شاه كان قد فسدت عقيدته بسبب معاشرته لبعض الْبَاطِنِيَّةِ ثُمَّ تَنَصَّلَ مِنْ ذَلِكَ وَرَاجَعَ الْحَقَّ.
وذكر ابن عقيل أنه كتب له شيئاً في إِثْبَاتِ الصَّانِعِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّهُ لَمَّا رَجَعَ آخر مرة إلى بغداد فعزم عَلَى الْخَلِيفَةِ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا، فَاسْتَنْظَرَهُ عَشَرَةَ
أَيَّامٍ فَمَرِضَ السُّلْطَانُ وَمَاتَ قَبْلَ انْقِضَاءِ الْعَشَرَةِ أَيَّامٍ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ النِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ عَنْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَخَمْسَةِ أشهر، وكان مُدَّةُ مُلْكِهِ مِنْ ذَلِكَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وأشهراً، ودفن بالشونيزي، ولم يصلّ عليه أحد لكتمان الْأَمْرِ، وَكَانَ مَرَضُهُ بِالْحُمَّى، وَقِيلَ إِنَّهُ سُمَّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.