فَغَلَبَ عَلَيْهِ مَا سَمَّاهُ بِهِ أَبُوهُ، وَمَا كَنَّاهُ بِهِ، سَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى مَشَايِخَ كَثِيرَةٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الصَّلْتِ، هَلَكَ فِي حَرِيقِ سُوقِ الرَّيْحَانِيِّينَ، وله ثمانون سنة، كان ثقة عند المحدثين.
السلطان ملكشاه جلال الدين والدولة، أبو الفتح ملكشاه، ابن أَبِي شُجَاعٍ أَلْبِ أَرْسَلَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ ميكائيل بن سلجوق تقاق التركي، ملك بعد أبيه وَامْتَدَّتْ مَمْلَكَتُهُ مِنْ أَقْصَى بِلَادِ التُّرْكِ إِلَى أَقْصَى بِلَادِ
ولما توجه لقتال أخيه تتش اجتاز بطوس فدخلها لزيارة قبر علي بن موسى الرضى، وَمَعَهُ نِظَامُ الْمُلْكِ فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ لِلنِّظَامِ: بم دعوت الله؟ قَالَ: دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُظَفِّرَكَ عَلَى أَخِيكَ.
قال: لَكِنِّي قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَخِي أَصْلَحَ للمسلمين فظفره بي، وإن كنت أنا أصلح لهم فظفرني به، وقد سار بِعَسْكَرِهِ مِنْ أَصْبَهَانَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ فَمَا عُرِفَ إن أحداً من جيشه ظلم حدا من الرعية، وكان مئين ألوف، واستعدى إليه مرة تُرْكُمَانِيُّ أَنَّ رَجُلًا افْتَضَّ بَكَارَةَ ابْنَتِهِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُمَكِّنَهُ مِنْ قَتْلِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا إِنَّ ابْنَتَكَ لَوْ شَاءَتْ مَا مكنته من نفسها، فان كنتِ لا بد فَاعِلًا فَاقْتُلْهَا مَعَهُ، فَسَكَتَ الرَّجُلُ، فَقَالَ لَهُ الملك: أو تفعل خيراً مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: فَإِنَّ بَكَارَتَهَا قَدْ ذَهَبَتْ، فَزَوِّجْهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجل وأنا أمهرها من بيت المال كفايتهما، فَفَعَلَ.