اليهودي على يدي الأوس وخبر بني النضير بعد وقعة أحد كما سيأتي وكذلك مقتل أبي رافع اليهودي تاجر أهل الحجاز على يدي الخزرج وخبر يهود بني قريظة بعد يوم الأحزاب وقصة الخندق كما سيأتي.
[غزوة أحد في شوال سنة ثلاث]
فائدة: ذكرها المؤلف في تسمية أحد قال: سمي أحد أحدا لتوحده من بين تلك الجبال وفي الصحيح " أحد جبل يحبنا ونحبه " قيل معناه أهله وقيل لأنه كان يبشره بقرب أهله إذا رجع من سفره كما يفعل المحب وقيل على ظاهره كقوله (وان منها لما يهبط من خشية الله) وفي الحديث عن أبي عبس بن جبر " أحد يحبنا ونحبه وهو على باب الجنة، وعير يبغضنا ونبغضه وهو على باب من أبواب النار " قال السهيلي مقويا لهذا الحديث وقد ثبت أنه ﵇ قال " المرء مع من أحب " وهذا من غريب صنع السهيلي فإن هذا الحديث إنما يراد به الناس ولا يسمى الجبل امرءا. وكانت هذه الغزوة في شوال سنة ثلاث قاله الزهري وقتادة وموسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق ومالك. قال ابن إسحاق: للنصف من شوال وقال قتادة يوم السبت الحادي عشر منه، قال مالك: وكانت الوقعة في أول النهار (١). وهي على المشهور التي أنزل الله فيها قوله تعالى (وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم … إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون … ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون … إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين … بلى أن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين) [آل عمران: (١٢١ - ١٢٤] الآيات وما بعدها إلى قوله (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب)[آل عمران: ١٧٩] وقد تكلمنا على تفاصيل ذلك كله في كتاب التفسير بما فيه كفاية ولله الحمد والمنة. ولنذكر ههنا ملخص الوقعة مما ساقه محمد بن إسحاق وغيره من علماء هذا الشأن رح: وكان من حديث أحد كما حدثني محمد بن مسلم الزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمرو بن قتادة، والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا كلهم قد حدث ببعض هذا الحديث عن يوم أحد، وقد اجتمع حديثهم كلهم فيما سقت. قالوا أو من قال منهم: لما أصيب يوم بدر من كفار قريش أصحاب القليب، ورجع فلهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بعيره، مشى عبد الله بن أبي ربيعة، وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية، في رجال من قريش، ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم يوم بدر، فكلموا أبا سفيان، ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة.
(١) قال الواقدي وابن سعد: كانت يوم السبت لسبع خلون من شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجره وقال مالك على أحد وثلاثين.