للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا وأما في الآخرة فإن نارهم لا تكون عليهم بردا ولا سلاما ولا يلقون فيها تحية ولا سلاما بل هي كما قال تعالى (إنها ساءت مستقرا ومقاما).

قال البخاري حدثنا عبد الله (١) بن موسى، أو ابن سلام عنه، أنبأنا ابن جريج، عن عبد الحميد بن جبير، عن سعيد بن المسيب، عن أم شريك أن رسول الله أمر بقتل الوزغ (٢)، وقال: " وكان ينفخ على إبراهيم " … ورواه مسلم من حديث ابن جريج … وأخرجاه والنسائي وابن ماجة من حديث سفيان بن عيينة كلاهما عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة به … وقال أحمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا ابن جريج أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي أمية أن نافعا مولى ابن عمر أخبره أن عائشة أخبرته أن رسول الله قال: " اقتلوا الوزغ فإنه كان ينفخ النار على إبراهيم ". قال فكانت عائشة تقتلهن … وقال احمد حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع أن امرأة دخلت على عائشة فإذا رمح منصوب فقالت ما هذا الرمح فقالت نقتل به الأوزاغ. ثم حدثت عن رسول الله : " أن إبراهيم لما ألقي في النار جعلت الدواب كلها تطفئ عنه إلا الوزغ فإنه جعل ينفخها عليه … تفرد به أحمد من هذين الوجهين.

وقال أحمد: حدثنا عفان، حدثنا جرير، حدثنا نافع، حدثتني سمامة (٣) مولاة الفاكه بن المغيرة قالت: دخلت على عائشة فرأيت في بيتها رمحا موضوعا فقلت: يا أم المؤمنين ما تصنعين بهذا الرمح قالت هذا لهذه الأوزاغ نقتلهن به فإن رسول الله حدثنا: " أن إبراهيم حين ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا تطفئ عنه النار غير الوزغ كان ينفخ عليه فأمرنا رسول الله بقتله (٤) " … ورواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يونس بن محمد عن جرير بن حازم به.

[ذكر مناظرة إبراهيم الخليل مع من ادعى الربوبية وهو أحد العبيد الضعفاء]

قال الله تعالى (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت. قال إبراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر. والله لا يهدي القوم الظالمين) [البقرة: ٢٥٨] يذكر تعالى مناظرة


(١) في البخاري عبيد الله.
(٢) الوزغ: حشرة يقال لكبيرها: سام أبرص.
(٣) في المسند: سائبة روت عن عائشة وروى عنها نافع وابن عمر وذكرها ابن حبان في الثقات الكاشف ج ٣/ ٤٢٧.
(٤) رواه أحمد في مسنده ج ٦/ ٨٣ - ٢٠٠ والبخاري في الفتح ٦٠/ ٨/ ٣٣٥٩ ومسلم في صحيحه ٧/ ٤١ وأبو داود في
سننه كتاب الأدب - باب قتل الأوزاغ وابن عساكر في تاريخه ٢/ ١٤٦ تهذيب. بوجوه مختلفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>