للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إناه) (١) الآية. وروى البيهقي من حديث حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: جاء زيد يشكو زينب فجعل رسول الله يقول: اتق الله وأمسك عليك زوجك، قال أنس: فلو كان رسول الله كاتما شيئا لكتم هذه، فكانت تفخر على أزواج النبي تقول: زوجكن أهليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات (٢) ثم قال: رواه البخاري عن أحمد عن محمد بن أبي بكر المقدمي عن حماد بن زيد، ثم روى البيهقي: من طريق عفان عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال: جاء زيد يشكو إلى رسول الله من زينب بنت جحش فقال النبي : أمسك عليك أهلك فنزلت (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) ثم قال [أخرجه] البخاري: عن محمد بن عبد الرحيم عن يعلى بن منصور عن محمد مختصرا. وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا جرير، عن مغيرة عن الشعبي قال: كانت زينب تقول للنبي إني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن: إن جدي وجدك واحد تعنى عبد المطلب فإنه أبو أبي النبي وأبو أمها أميمة بنت عبد المطلب، وإني أنكحنيك الله ﷿ من السماء وإن السفير جبريل . وقال الإمام أحمد: حدثنا هاشم - يعني ابن القاسم - حدثنا النضر، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت عن أنس قال: لما انقضت عدة زينب قال النبي لزيد اذهب فاذكرها علي فانطلق حتى أتاها وهي تخمر عجينها قال: فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها إن رسول الله ذكر (٣) فوليتها ظهري ونكصت على عقبي. وقلت يا زينب أبشري أرسلني رسول الله بذكرك قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي ﷿، ثم قامت إلى مسجدها، ونزل القرآن وجاء رسول الله فدخل عليها بغير إذن قال أنس: ولقد رأيتنا حين دخل عليها رسول الله أطعمنا عليها الخبز واللحم، فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام فخرج رسول الله واتبعته فجعل يتبع حجر نسائه يسلم عليهن ويقلن: يا رسول الله كيف وجدت أهلك؟ فما أدري أنا أخبرته والقوم قد خرجوا أو أخبر. قال فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل معه فألقى الستر بيني وبينه ونزل الحجاب ووعظ القوم بما وعظوا به (لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) الآية، وكذا رواه مسلم والنسائي من طريق سليمان بن المغيرة.

[نزول الحجاب صبيحة عرس زينب]

فناسب نزول الحجاب في هذا العرس صيانة لها، ولأخواتها من أمهات المؤمنين، وذلك


(١) سورة الأحزاب الآية ٥٣. أخرجه البخاري في كتاب التوحيد فتح الباري ١٣/ ٤٠٣. عن خلاد بن يحيى عن عيسى.
(٢) دلائل النبوة ج ٣/ ٤٦٥.
(٣) العبارة في ابن سعد عن أنس: حين عرفت أن رسول الله قد ذكرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>