للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أورد له ابن عبد البر أشعارا كثيرة يطول ذكرها ولم يؤرخ وفاته، وكذا لم يؤرخها أبو الحسن بن الأثير في كتاب الغابة في معرفة الصحابة ولكن حكى أن أباه توفي قبل المبعث بسنة فالله أعلم. وقال السهيلي ومما أجاد فيه كعب بن زهير قوله يمدح رسول الله :

تجري به الناقة الادماء معتجرا … بالبرد كالبدر جلى ليلة الظلم

ففي عطافيه أو أثناء بردته … ما يعلم الله من دين ومن كرم

[الحوادث المشهورة في سنة ثمان والوفيات]

فكان في جمادى منها وقعة مؤتة، وفي رمضان غزوة فتح مكة، وبعدها في شوال غزوة هوازن بحنين، وبعده كان حصار الطائف. ثم كانت عمرة الجعرانة في ذي القعدة ثم عاد إلى المدينة في بقية السنة. قال الواقدي: رجع رسول الله إلى المدينة لليالي بقين من ذي الحجة في سفرته هذه. قال الواقدي: وفي هذه السنة بعث رسول الله عمرو بن العاص إلى جيفر وعمرو ابني الجلندي من الأزد، وأخذت الجزية من مجوس بلدهما ومن حولها من الاعراب، قال وفيها تزوج رسول الله فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابي في ذي القعدة فاستعاذت منه ففارقها، وقيل بل خيرها فاختارت الدنيا ففارقها. قال وفي ذي الحجة منها ولد إبراهيم ابن رسول الله من مارية القبطية فاشتدت غيرة أمهات المؤمنين منها حين رزقت ولدا ذكرا وكانت قابلتها فيه سلمى مولاة رسول الله ، فخرجت إلى أبي رافع فأخبرته فذهب فبشر به رسول الله فأعطاه مملوكا ودفعه رسول الله إلى أم برة بنت المنذر بن أسيد بن خداش (١) ابن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وزوجها البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول، وكانت فيها وفاة من ذكرنا من الشهداء في هذه الوقائع وقد قدمنا هدم خالد بن الوليد البيت الذي كانت العزى تعبد فيه بنخلة بين مكة والطائف وذلك لخمس بقين من رمضان منها. قال الواقدي: وفيها كان هدم سواع الذي كانت تعبده هذيل برهاط، هدمه عمرو بن العاص ولم يجد في خزائنه شيئا، وفيها هدم مناة بالمشلل، كانت الأنصار أوسها وخزرجها يعظمونه، هدمه سعد بن زيد الأشهلي وقد ذكرنا من هذا فصلا مفيدا مبسوطا في تفسير سورة النجم عند قوله تعالى (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى).

قلت: وقد ذكر البخاري بعد فتح مكة قصة تخريب خثعم البيت الذي كانت تعبده ويسمونه الكعبة اليمانية مضاهية للكعبة التي بمكة ويسمون التي بمكة الكعبة الشامية (٢) ولتلك -


(١) في تاريخ الطبري نقلا عن الواقدي: أم بردة بنت المنذر بن زيد بن لبيد بن خداش ..
وفي رواية لابن سعد: دفعه إلى أم سيف امرأة قين بالمدينة يقال له: أبو سيف.
(٢) الكعبة اليمانية والكعبة الشامية: قال ابن حجر: كذا فيه قيل وهو غلط والصواب اليمانية فقط سموها بذلك مضاهاة للكعبة، والكعبة البيت الحرام بالنسبة لمن يكون جهة اليمن شامية، فسموا التي بمكة شامية والتي عندهم يمانية تعزيقا بينهما. وكان يقال لها شامية باعتبار انهم جعلوا بابها مقابل الشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>