خالدا وولى أبا عبيدة بن الجراح، وأمره أن يستشير خالدا، فجمع للأمة بين أمانة أبي عبيدة وشجاعة خالد. قال ابن عساكر: وهو أول من سمي أمير الامراء بالشام. قالوا: وكان أبو عبيدة طوالا نحيفا أجنى معروق الوجه، خفيف اللحية، أهتم، وذلك لأنه لما انتزع الحلقتين من وجنتي رسول الله ﷺ يوم أحد خاف أن يؤلم رسول الله ﷺ فتحامل على ثنيتيه فسقطتا، فما رأى أحسن هتما منه. توفي بالطاعون عام عمواس كما تقدم سياقه في سنة ست عشرة عن سيف بن عمر. والصحيح أن عمواس كانت في هذه السنة - سنة ثماني عشرة - بقرية فحل، وقيل بالجابية. وقد اشتهر في هذه الاعصار قبر بالقرب من عقبة ينسب إليه والله أعلم. وعمره يوم مات ثمان وخمسون سنة.
[الفضل بن عباس بن عبد المطلب]
كان حسنا وسيما جميلا، أردفه رسول الله ﷺ وراءه يوم النحر من حجة الوداع، وهو شاب حسن، وقد شهد فتح الشام، واستشهد بطاعون عمواس، في قول محمد بن سعد والزبير بن بكار وأبي حاتم وابن الرقي وهو الصحيح. وقيل يوم مرج الصفر، وقيل بأجنادين. ويقال باليرموك سنة ثمان وعشرين.
[معاذ بن جبل]
ابن عمرو بن أوس بن عابد بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدى بن علي بن أسد بن ساردة ابن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن المدني صحابي جليل كبير القدر. قال الواقدي: كان طوالا حسن الشعر والثغر براق الثنايا، لم يولد له. وقال غيره: بل ولد له ولد وهو عبد الرحمن. شهد معه اليرموك. وقد شهد معاذ العقبة. ولما هاجر الناس آخى رسول الله ﷺ بينه وبين ابن مسعود. وحكى الواقدي الاجماع على ذلك. وقد قال محمد بن إسحاق: آخى بينه وبين جعفر بن أبي طالب. وشهد بدرا وما بعدها. وكان أحد الأربعة من الخزرج، الذين جمعوا القرآن في حياة النبي ﷺ، وهم أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد عمر بن أنس بن مالك. وصح في الحديث الذي رواه أبو داود والنسائي من حديث حياة بن شريح عن عقبة بن مسلم عن أبي عبد الرحمن الجيلي عن الصنابحي. عن معاذ أن رسول الله ﷺ قال له " يا معاذ والله إني لأحبك فلا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " وفي المسند والنسائي وابن ماجة من طريق أبي قلابة عن أنس مرفوعا " وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل " وقد بعثه رسول الله ﷺ إلى اليمن وقال له " بم تحكم "؟ فقال: بكتاب الله وبالحديث. وكذلك أقره الصديق على ذلك يعلم الناس الخير