للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَيْنَا الْفَتَى فِيهَا يُسَرُّ بِنَفْسِهِ * وَبِمَالِهِ يَسْتَمْتِعُ استمتاعا حتى سقته المنية شربة * وحمته فيه بَعْدَ ذَاكَ رَضَاعَا فَغَدَا بِمَا كَسَبَتْ يَدَاهُ رَهِينَةً * لَا يَسْتَطِيعُ لِمَا عَرَتْهُ دِفَاعَا لَوْ كَانَ يَنْطِقُ قَالَ مِنْ تَحْتِ الثَّرَى * فَلْيُحْسِنِ العمل الفتى ما اسطاعا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيُّ الْوَاعِظُ، عِنْدَهُ فَضَائِلُ وَلَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ، فَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي الزُّهْدِ: اسْتَعْدِّي يَا نَفْسُ لِلْمَوْتِ وَاسْعَيْ * لِنَجَاةٍ فَالْحَازِمُ المستعدُ قَدْ تَبَيَّنْتِ أَنَّهُ لَيْسَ لِلْحَيِّ * خُلُودٌ وَلَا مِنَ الْمَوْتِ بدُ إِنَّمَا أَنْتِ مُسْتَعِيرَةٌ مَا سَوْ * فَ تَرُدِّينَ وَالْعَوَارِي تُرَدُّ أَنْتِ تَسْهِينَ وَالْحَوَادِثُ لَا * تسهو وتلهين والمنايا تجدُ لا نرجى البقاء في معدن المو * ت ولا أرضاً بها لَكَ وِردُ أَيُّ مُلْكٍ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَيُّ حَظٍّ * لِامْرِئٍ حَظُّهُ مِنَ الْأَرْضِ لحدُ؟ كَيْفَ يَهْوَى امْرُؤٌ لَذَاذَةَ أَيَّا * مٍ عَلَيْهِ الأنفاس فيها تعدُ البها السِّنْجَارِيُّ أَبُو السَّعَادَاتِ أَسْعَدُ بْنُ مُحَمَّدِ (١) بْنِ مُوسَى الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ الشَّاعِرُ، قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ فَقِيهًا وَتَكَلَّمَ فِي الْخِلَافِ إِلَّا أَنَّهُ غلب عليه الشعر، فأجاد فيه واشتهر بنظمه وَخَدَمَ بِهِ الْمُلُوكَ،

وَأَخَذَ مِنْهُمُ الْجَوَائِزَ وَطَافَ الْبِلَادَ، وَلَهُ دِيوَانٌ بِالتُّرْبَةِ (٢) الْأَشْرَفِيَّةِ بِدِمَشْقَ، وَمِنْ رَقِيقِ شِعْرِهِ وَرَائِقِهِ قَوْلُهُ: وَهَوَاكَ مَا خَطَرَ السُّلُوُّ بِبَالِهِ * وَلَأَنْتَ أَعْلَمُ فِي الْغَرَامِ بِحَالِهِ وَمَتَى وَشَى وَاشٍ إِلَيْكَ بِأَنَّهُ * سَالٍ هَوَاكَ فذاك من عذاله أو ليس للكلف المعنى شاهد * من حاله يغنيك عن تَسْآلِهِ جَدَّدْتَ ثَوْبَ سِقَامِهِ وَهَتَكْتَ سَتْ * رَ غرامه وَصَرَمْتَ حَبْلَ وِصَالِهِ وَهِيَ قَصِيدَةٌ طَوِيلَةٌ امْتَدَحَ فِيهَا الْقَاضِي كَمَالَ الدِّينِ الشَّهْرَزُورِيَّ.

وَلَهُ: لِلَّهِ أَيَّامِي عَلَى رَامَةٍ * وَطِيبُ أَوْقَاتِي عَلَى حَاجِرِ


(١) في ابن خلكان ١ / ٢١٤ وشذرات الذهب ٥ / ١٠٤: يحيى.
(٢) يعني في خزانة كتب التربة الاشرفية.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>