للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هدم الشيب ما بناه الشباب … والغواني ما عصين خضاب

قلب الآبنوس عاجا … فللأعين منه والقلوب انقلاب

وضلال في الرأي أن يشنأ … البازي على حسنه ويهوى الغراب

وله أيضا وقد أورده ابن عساكر في ابن له فطم فجعل يبكي على ثديه:

منعوه أحب شئ إليه … من جميع الورى ومن والديه

منعوه غذاه ولقد كان … مباحا له وبين يديه

عجبا له على صغر السن … هوى فاهتدى الفراق إليه

[إبراهيم بن أحمد بن محمد]

ابن المولد، أبو إسحاق الصوفي الواعظ الرقي أحد مشايخها، روى الحديث وصحب أبا عبد الله بن الجلاء الدمشقي، والجنيد وغير واحد. وروى عنه تمام بن محمد وأبو عبد الرحمن السلمي.

وقد أورد ابن عساكر من شعره قوله:

لك مني على البعاد نصيب … لم ينله على الدنو حبيب

وعلى الطرف من سواك حجاب … وعلى القلب من هواك رقيب

زين في ناظري هواك وقلبي … والهوى فيه رائع ومشوب

كيف يغنى قرب الطبيب عليلا … أنت أسقمته وأنت الطبيب

وقوله:

الصمت آمن من كل نازلة … من ناله نال أفضل الغنم

ما نزلت بالرجال نازلة … أعظم ضرا من لفظة نعم

عثرة هذا اللسان مهلكة … ليست لدينا كعثرة القدم

احفظ لسانا يلقيك في تلف … فرب قول أذل ذا كرم

[ثم دخلت سنة إحدى وثلاثمائة]

فيها غزا الحسين بن حمدان الصائفة ففتح حصونا كثيرة من بلاد الروم وقتل منها أمما لا يحصون كثرة. وفيها عزل المقتدر محمد بن عبيد الله عن وزارته وقلدها عيسى بن علي (١) وكان من خيار الوزراء


(١) في الطبري ١١/ ٤٠٧ والفخري ص ٢٦٧ ومروج الذهب ٤/ ٣٤٢: علي بن عيسى بن داود بن الجراح.
ولخص الفخري وزارته بقوله: وكانت أيامه أحسن أيام وزير، وقال الصولي فيه: وما أعلم أنه وزر لبني
العباس وزير يشبه علي بن عيسى ..

<<  <  ج: ص:  >  >>