الجمعة لبس الشيخ كمال الدين الزملكاني خلعة وكاة بَيْتِ الْمَالِ عِوَضًا عَنِ ابْنِ الشَّرِيشِيِّ، وَحَضَرَ بها الشباك وتكلم وزير السلطان في البلد، وطلب أَمْوَالًا كَثِيرَةً وَصَادَرَ وَضَرَبَ بِالْمَقَارِعِ وَأَهَانَ جَمَاعَةً من الرؤساء منهم ابن فضل الله محيي الدين.
وَفِيهَا مَاتَ ملك القفجاق المسمى طغطاي خان، وكان له من الملك ثلاث وعشرون سنة، وكان عمره ثمانياً وثلاثين سنة، وكان شهماً شجاعاً لى دِينِ التَّتَرِ فِي عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ وَالْكَوَاكِبِ، يُعَظِّمُ الْمُجَسِّمَةَ وَالْحُكَمَاءَ وَالْأَطِبَّاءَ وَيُكْرِمُ الْمُسْلِمِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ، كَانَ جَيْشُهُ هَائِلًا لَا يَجْسُرُ أَحَدٌ عَلَى قِتَالِهِ لِكَثْرَةِ جَيْشِهِ وَقُوَّتِهِمْ وَعَدَدِهِمْ، وَيُقَالُ إِنَّهُ جَرَّدَ مَرَّةً تَجْرِيدَةً مِنْ كُلِّ عشرة من جيشه واحداً فبلغت التجريدة ومائتي ألف وخمسين ألفاً، توفي في رمضان منها وَقَامَ فِي الْمُلْكِ مِنْ بَعْدِهِ ابْنُ أَخِيهِ أُزْبَكْ خَانْ، وَكَانَ مُسْلِمًا فَأَظْهَرَ دِينَ الْإِسْلَامِ بِبِلَادِهِ، وَقَتَلَ خَلْقًا مِنْ