للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ويضاف إلى ذلك ثلاث وأربعون سنة مدة مقامه في الجنة قبل الاهباط على ما ذكره ابن جرير

وغيره فيكون الجميع ألف سنة (١).

وقال عطاء الخراساني لما مات آدم بكت الخلائق عليه سبعة أيام … رواه ابن عساكر فلما مات آدم قام بأعباء الامر بعده ولده شيث . وكان نبيا بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر مرفوعا أنه أنزل عليه خمسون صحيفة. فلما حانت وفاته أوصى إلى ابنه أنوش فقام بالامر بعده ثم بعده ولده قينن. ثم من بعده ابنه مهلاييل (٢) وهو الذي يزعم الأعاجم من الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة وأنه أول من قطع الأشجار وبنى المدائن والحصون الكبار. وأنه هو الذي بنى مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى. وأنه قهر إبليس وجنوده وشردهم عن الأرض إلى أطرافها وشعاب جبالها وأنه قتل خلقا من مردة الجن والغيلان وكان له تاج عظيم وكان يخطب الناس ودامت دولته أربعين سنة. فلما مات قام بالامر بعده ولده يرد فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ (٣) وهو إدريس على المشهور.

[إدريس ]

قال الله تعالى (واذكر في الكتاب إدريس انه كان صديقا نبيا … ورفعناه مكانا عليا) (٤) فإدريس قد أثنى الله عليه ووصفه بالنبوة والصديقية وهو خنوخ هذا وهو في عمود نسب رسول الله على ما ذكره غير واحد من علماء النسب. وكان أول بني آدم أعطى النبوة بعد آدم وشيث … وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة وثماني سنين (٥). وقد قال طائفة من الناس إنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي لما سأل رسول الله عن الخط بالرمل فقال: " إنه كان نبي يخط به فمن وافق خطه فذاك " … ويزعم كثير من علماء التفسير والاحكام أنه أول من تكلم في ذلك ويسمونه هرمس الهرامسة (٦) ويكذبون عليه أشياء كثيرة كما كذبوا على غيره من الأنبياء والعلماء


(١) قال المسعودي في مروجه ١/ ٣٣: توفي يوم الجمعة لست خلون من نيسان في الساعة التي كان فيها خلقه، وكان عمره تسعماية سنة وثلاثون سنة.
(٢) في الطبري: نسابو الفرس يسمونه أو شهنج وهو أول من استنبط الحديد ١/ ٨٤.
(٣) في الطبري والمسعودي أخنوخ; الترجمة العربية لخنوخ اسمه في التوراة بالعبرية.
(٤) سورة مريم الآية ٥٦.
(٥) جاء في الطبري: رواية أهل التوراة وكان عمره إلى أن رفع ثلاثمائة سنة وخمس وستين سنة. وعند المسعودي ثلاث مائة سنة.
(٦) قال القفطي في تاريخ الحكماء:
اختلف الحكماء في مولده ومنشئه وعمن أخذ العلم قبل النبوة. فقالت فرقة: ولد بمصر وسموه هرمس الهرامسة، ومولده بمنف; وباليونانية أرميس وعرب بهرمس ومعنى أرميس عطارد. وقال آخرون اسمه باليونانية طرميس .. وسماه الله في كتابه المبين " إدريس " وقال هؤلاء أن معلمه اسمه الغوثا ذيمون، المصري، وسموه أيضا أورين الثاني وإدريس عندهم أورين الثالث. وقالوا: وخرج هرمس من مصر وجاب الأرض كلها ثم عاد إليها ورفعه الله إليه بها، بعد ٨٢ سنة من عمره. وقالت فرقة إن إدريس ولد ببال ولها نشأ وأخذ بعلم شيث بن آدم وقال الشهرستاني: ان اغثاذيمون هو شيث. مراجعة النجار: قصص الأنبياء ص ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>